احنا مين؟
قومي او القومية، هى حركة نشأت على يد مثقفين وشباب مصري مع دخول المُحتل البريطانى لأرضنا العزيزة مصر فى القرن الـ19، والهدف كان ببساطة هو التصدى لأفكار المُحتل اللى كانت بتهدف لتشتيت وزعزعة تمسك المصريون بأرضهم ووطنهم، فكانت الحركات القومية المصرية فى ذلك الوقت بتستجمع عوام المصريون تحت نسيج واحد وراية واحدة مجتمعين دون التميز بين المعتقد الديني، والتركيز على إن عوام المصريون هما أمة واحدة لا يفرقهم الطائفية أو أفكار المُحتل ولا ينسبون لأقوام أو شعوب اخري.
الحركة دى لقت قبول؟ ليها رموز!
ايوة، لقت قبول وكانت فى أزهى نشطها ماقبل أحداث 23 يوليو 1952، وبرغم إختلاف الإتجاهات والأساليب لبناء المشروع القومي المصري لإستعادة هوية المصريون، إلا إن ده مأثرش على تسويق المشروع القومي المصري وقتها، وفية رموز كتير للمشروع القومى المصري، أبرزهم السيد احمد لطفي السيد والسيد طة حسين وغيرهم.
الحركة دي إندثرت ليه؟ وإية الهدف من إحياء المشروع حاليا؟
قبل احداث 23 يوليو، كان فية صراع بقاء وإنتصار بين المشروع القومي المصري اللي كان بيهدف للجهر بهويتنا الحقيقية دون خجل أو مراعاة لشعور أحد أو حسابات لا تقدم ولا تؤخر، وهى قبل كل شىء دعوة صريحة لكل مصرى أن يكون مصريًا قولًا وفعلًا سواء كان على عقيدة الإسلام أو المسيحية أو حتى غيرهم، وبين المشروع القومي العربي اللى خلينا نقول هو كمشروع له أهداف نبيلة وكويسة، لكن التطبيق و المصطلح العام علي أرض الواقع لايصلح ، والمشروع القومي العربي بإختصار بيهدف لإعدام القوميات لدول الشرق الأوسط والتوحيد تحت شعار وراية واحدة ومسمي واحد ألا وهو العرب وإستعلاء الهويه العربيه علي هوية وحضارات وشعوب قامت قبل أهل الجزيرة العربيه، ونسب الحضارت دي للعرب وإنهاء التأصيل للقومية المحلية.
الحركة دى زي مقلنا كانت نشيطة قبل أحداث 23 يوليو، إلا أن أمسك عبدالناصر بزمام الحكم للدولة المصرية، وكان مهوس بالسيطرة علي المحيط العربي تحت قيادة مصرية بعد مساعده بعض دول الجوار بحصولها على الإستقلال، حتى دعم مايطلق عليهم مثقفيين و رواد المشروع العربي الناصرى ينشروا فكرهم فى المجتمع على حساب مطالبيين القومية المصرية، ومن أمثلة الإحتكار ساعتها لتوطيد أفكار الناصرية، هو توغل ساطع الحصرى المفكر السورى فى مصر وقربة من عبد الناصر شخصيا، وشغلة مناصب فى الدولة المصرية زي عميد معهد، بعدما كان فى حالة يأس قبل العهد الناصرى،
و توسعات ناصر فى ذاتها ممكن تكون حسنة النية ، لكن أخطأ عبد الناصر وتسرعة وعدم إداركة إن المنطقة إن إتحدت وإشتركت ديناً ف ثقافياً و عرقياً لم يتحدوا بالصورة المثالية اللي بيحلم بيها هو ومناصرية، لإختلافات كثيرة أعمى من ينكرها وده اللى أقرة وإعترف بية ساطع الحصرى الـسـوري الجنسية فى زيارتة لمصر ماقبل تولى عبد الناصر بإن المصريون الغلبة منهم غير مهتم أو مايل لفكرة المشروع القومى العربي لإنهم شايفين نفسهم أمه بنفسها، تقدر تقرأ كتاب حدود الـدم اللي بيشرح بالتفاصيل لية المنطقة الناطقه بالعربيه أكثر المناطق حروب وصرعات من قديم الأزل وإزاي حتى بعد الوحدات الدينية مازال الغرب بيقدر يثير حروب وصرعات فى المنطقة دى و برغم إن الكتاب ده شيطاني إلا أنه مراية تقدر تطلع من عليها لية ديما المنطقة دي منطقة خراب وصراع.
طيب الهدف إية من إحياء المشروع القومي المصري ده؟
شايف التعريف اللي قلناه فوق عن القومية؟ نفس الكلام اللي فوق وهنزود علية هنا إننا فى أمس الحاجة للمشروع ده فى الوقت الحالى عن أي وقت مضي، بسبب تدهور الوعي الجمعي لعوام المصريين، وإندثار الوطنية لديهم، والغزو الفكري والثقافي اللي محيط بيهم وبيهدد بقاء وإستمرارية المصريين، عايز تشوف علي الطبيعة حالة الإضمحلال الفكري والوطني ده؟
جرب تتناقش فى المسائل الإقتصادية أو العسكرية أو السياسية مع العوام ، وأكاد أجزملك إن المصريون حاليا همهم الوحيد هو تعيش بطني منفوخه، وطز فى المحروسة أو تدهور الوطنية عند الجيل الحديث اللى مبقاش عندة مشكلة فى إن دولة تانية تستعمرة، متخيل فى عز الإستعمار كانت المطالبات بطرد المستعمر والإلتفاف تحت مشروع وطني، وحاليا بنقول لو تركيا دخلت حرب مع مصر هشجع تركيا.
إنتم ملحديين؟ طيب هل فية تعارض بين القومية والدين؟
في الحقيقه القوميه ملهاش افكار دينيه وبنحترم كل المعتقدات وبنحترم عقيدة غيرنا وإختياراتة الدينية، طلما إختياراتة دي لا تدعوا للإنفصال أو تشكيل خطر على نسيج المصريون وإحداث فتنة وصرعات أهلية.
ومفيش أي تعارض بين إنك تقول انا فخور إني مصري ومش عربي والمصريون أمه لوحدهم وجدوا قبل الإسلام والمسحية وعرفوا عن الأعراب وغيرهم وبين عايز اشوف بلدي أحسن بلد فى الدنيا و مش عايز اخش فى حروب تاني انا فى غني عنها وإني عايز ادرس تاريخ أجدادنا اللى عمروا وشيدوا مصرنا قبلنا وأتكلم باللكنة المصرية العربية واعرف اللغة اللي كان سكان مصر ماقبل السقوط علي أيدي الفرس بيتكلموها،
وبين إني ابقي مسلم او مسيحي مع كل الكلام ده، متخيل السهولة؟.
لية بتكرهوا العرب والمستعربيين! هل فية مانع من الإتحاد وياهم؟
الموضوع مش كره خالص، الفكرة إن العرب قوم ليهم ماضيهم اللي يفتخروا بيه ويحترموه، وبينا كمصريين اللي لينا تاريخ وحضارة لحد دلوقتي أعتى وأشد الدول تقدم متأثرين بينا لحد الآن ومن حقي افتخر بيه.
العلاقات مع المحيط الناطق بالعربيه لابد وحتمية لإنك مربوط و محصور مابينهم، فإيه يمنع أصلا من التعاون معاهم سواء تعاون عسكري أو تجاري أو سياسي! بشرط إن التعاون ده ميأثرش علي إستقرارك ومواردك و لا يجرك لصرعات إنت ملكش دعوة بيها ولا علاقة.
بقلك إيه خلاص خلصت؟ احنا بنتكلم عربي، وإحنا عرب، والدستور قايل إنها جمهوريه عرييه عايز إيه أكتر من كده؟
فية قارة كاملة إسمها القارة اللاتنية الغلبة فيها بيتكلم أسباني، روح إسالهم كده إنتم أسبان عشان بتتكلموا الاسباني ده! أو روح خدلك بريك فى دول أفريقية كانت تحت الإستعمار الفرنسي او البريطاني او حتي الإيطالي واسأل الأفارقة اللي غالبيتهم بيتكلم فرنساوي هو إنتم من العرق الفرنسي، أسهل و أوفر.
ولو إنت شايف نفسك عربي برحتك عادي ، طلما إتمصرت وولائك لمصر ، لان فيه عرب فعلا فى مصر أصولهم من الجزيرة ولكن نسبتهم مقارنه بالأصول المصرية الباقية حاليا لا تقارن والغلبة لأحفاد ساكنين مصر من المصريين القدماء.
المخابرات مشغلاكم؟ قفشتوا كام لحد دلوقتي من الهيصه اللي عملينها دي!
المخابرات مش فاضية ياحبي تشغلنا للأسف، بغض النظر عن هزل تغير المصطلحات دلوقتي وبقت عيبة وعاره إن مصري يشتغل مع مخابرات بلده المصرية.
إحنا ممعناش نعمل باقة إضافية للنت اللي بيخلص ياجماعة ، إحنا لسه مقفشناش وملقناش اللي يقبضنا ولا هنلاقي للأسف عشان كل اللي بنعملة ده تطوعي حب فى اللة والوطن.