top of page

أثر التطرف والإرهاب على المجتمع الدولي.


كتب : إسلام الطريفي.

كثيراً ما نددت الدول والمنظمات الدولية والإقليمية بمخاطر الإرهاب والتطرف، كما أكدوا أنه لابد من خوض حرب متواصلة ضد الإرهاب، وأكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن مكافحة الإرهاب بالعوامل العسكرية ليست هي الحل الوحيد.


فلا بد من إصلاح كافة المجالات السياسية والاقتصادية منعاً لظهور الإرهاب بالدول، لذا يعد الإرهاب من أكبر المخاطر التي تهدد السلام والأمن الدولي، فعبر العصور المتوالية لم تختلف نظرة الناس علي أن الإرهاب هو تهديد للأمن القومي العام.


لذا يعرف بأن الإرهاب جريمة نكراء، لا يمكنه أن يرتبط بجنسية أو بدين أو بعرق و يجب ألا يكون له ذلك، كما يعرف التطرف بأنه انتهاك للقيم الاجتماعية والسياسية والأيديولوجيا السائدة في المجتمع.


والتطرف هو كل شيء متجاوز، فهذان التعريفان قد أكدا على ما جاء في وثيقة الأخوة الإنسانية أن الإرهاب والتطرف هما ليسا نتاج للدين، فآثارهم سلبية على المجتمع الدولي فدعونا نتطرق كلاً من أسبابها وآثارها وأبرز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.

ما هي الظروف المهيأة للتطرف والإرهاب ؟

تتعدد الظروف المؤدية لهما، ولا يوجد مدخل واحد بعينه يمكننا أن نقول إنه هو السبب الرئيسي والعامل الوحيد لحدوثهما، فمن العوامل المؤديه لذلك هي:


  1. تربية النشء على العنف والكراهية والتعصب وبذلك عندما يصل الفرد لمرحلة النضج يكون أكثر عرضة لممارسة ما تربى عليه ضد الآخرين.

  2. شعور الفرد بالوحدة الإجتماعية من قبل دولته وتهميشه ، ضعف وغياب حقوق الإنسان.

  3. تولى المناصب الإدارية بالرشوة والفساد والمحسوبية.

  4. غياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات و المعاملة القاسية من قبل رجال الدولة للطبقة الفقيرة.

  5. الاغراءات المالية التي يعرضها الإرهابيون على من يتبعونهم ،كذلك استعمال "مبدأ الغاية تبرر الوسيلة" لبلوغهم غاية اجتماعية واقتصادية او سياسية.

  6. انتشار وتقبل الأفكار والخطابات التي تنتمي للإرهاب وتدعو له.

  7. غياب الوعي الفكري والأخلاقي والثقافي وإجمالاً نقص الوعي الديني وتعد تلك الظاهرة من أخطر الأسباب المؤدية للإرهاب وهي التي يركز عليها الإرهابيون في جذب واستقطاب الأفراد المتطرفون.

  8. عمليات التعذيب القاسية التي تتم ضد الثوار للنظام.

  9. ضعف الحقوق السياسية.

  10. وجود الإستعمار والسيطرة الغاشمة على أراضي الدولة المحتلة وأخذ أموالهم بالباطل وانتهاك الحرمات والقتل والاغتصاب وإجبار الناس على ترك أوطانهم.

  11. الجهل بمختلف أشكاله مثل.

  12. الجهل بأحكام الشريعة.

  13. الجهل بقواعد الاستدلال والتفكير والذي يؤدي كل ذلك بدوره إلى وجود المتطرفين وسط المجتمعات.

  14. الغلو في التفكير وذلك يعد مجاوزة عن الحد، وغالباً ما يسمى المغالاة في الأشياء بالتطرف ، لذلك يقول النبي: - صلى الله عليه وسلم- "إياكم والغلو" ويقصد بهذا فهم النصوص الدينية بطرق غير مفاهيمها وأخذ المفاهيم الرئيسية منها فقط وترك التفاصيل الأخرى، وهذا هو شعار المتطرفين.

  15. غياب قيمة العلم والعلماء.

  16. إرتفاع معدلات البطالة، فتزيد نسبه العاطلون، وتقل فرص العمل الأمر الذي يخلق نوعاً من الكراهية.


جميع العوامل السابقة هي التي تؤدي للإرهاب والتطرف من أوسع منافذه.

ما هي الأساليب الإجرائية للقضاء على الإرهاب ؟

وبعد التعرف على الظروف والأسباب المؤدية إلى التطرف والإرهاب، فلابد من التدخل الفوري للقضاء على الإرهاب الغاشم؛ الذي سلب أرواح آلاف من الأبرياء مقابل المال وممارسة وسائل الضغط على الدول والحكومات.


إذاً فالتعاون الدولي هو الحل لمحاربته والقضاء عليه ، فأول الحلول الجذرية التي نعرضها:


  1. تفعيل دور المؤسسات الديمقراطية وحقوق الانسان، فلابد من تعزيز مكانتهم وسلطاتهم.

  2. التدخل الفوري لمعالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية السلبية التي تحدث جراء الفساد والرشوة والمحسوبية.

  3. مكافحة التعصب والتميز ودعم الاحترام المتبادل التعايش بين الأديان.

  4. تفعيل دور الإعلام في الدول حتى يكون إعلام نزيه وقوي بعيداً عن الشعارات الكذابة.

  5. حرية التعبير وعدم وجود رهبة لدى الناس بالخوف من التعبير بما يدور في صدورهم.

  6. حرية التفكير في المعتقد ولا تسمح المعايير الدولية لحقوق الانسان من تقييد الحق في التعبير سواء كان في الدين او المعتقد بحجة "الأمن الوطني" فذلك انتهاك الحقوق الانسانية.

  7. إحترام الشؤون الحياتية وضمان سريتها كحرمة المنزل والمراسلات النصية والهاتفية.

  8. إعطاء الحق في التظاهر السلمي والاجتماعات السلمية، والأخذ بمبدأ "انت حر مالم تضر" ، لذا فلابد من التعاون بين جميع المؤسسات والأفراد والحكومات.


نحن لسنا بحاجه إلى شعارات ولافتات، نحن بحاجه إلى التنفيذ، فكثيراً ما نجد القوانين والمعاهدات وغير ذلك.


ولكن أين التنفيذ؟

أين اللمسة الواقعية للقضاء على الإرهاب والتطرف؟!. أين نحن من تلك المعاهدات والقوانين؟. نحن بحاجه إلى التعاون الحقيقي الى العلاقات الدبلوماسية الحقيقية، لسنا بحاجة إلى العلاقات والصراعات المتوترة بين الدول، الذي يدفع الدول إلى الإستعانة بمرتزقة الأموال لتدمير وخراب شعوب الدول التي بينهما صراعات وخلافات هكذا بدأ الإرهاب.

الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.


التعاون بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، أمر كان لابد منه للقضاء على آفة العصر الحديث.


فجاء قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 1373 عام 2001 وذلك يلزم تكاتف جميع الدول لمكافحة الإرهاب ومن البنود التي يتضمنها القرار:


  1. الإمتناع عن تقديم كل أنواع الدعم الإيجابية والسلبية للمنظمات والأشخاص المتورطين في أعمال إرهابية.

  2. الحرص على عدم توفير الظروف الملائمة لكل من يمول أو يخطط ويشارك في عمليات إرهابية أو يحاول توفير الظروف المناسبة لها.

  3. إتخاذ كافة الإجراءات الكلية لتبادل المساعدة القانونية في المسائل الجنائية المتعلقة بالإرهاب.


أما على المستوى الديني نجد وثيقه الأخوة الإنسانية الذي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب والبابا فرانسيس عام 2019، والتي أكدت علي أن الإرهاب البغيض ليس نتاج الدين ولا يمسه من قريب أو من بعيد، حتى لو لبسوا شارتهم، ورفعوا وأعلامهم، كما أكدت أنه لابد من التعاون بين الشمال والجنوب للتخلص من ظاهرة الإرهاب الغاشم لكي يتحقق الامن والسلم المجتمعي الذي هو أساس تقدم الامم ونهضتها.

ونستخلص مما سبق أن الإرهاب خطر مجتمعي والتصدي إليه سواء كان من قبل الأفراد أو مؤسسات المجتمع المدني او الحكومات أو المنظمات الدولية هو واجب وطني، كما أود أن أوكد على أهمية الوعي الثقافي، لمواجهة خطر الإرهاب الغشيم الذي يهدد حياة الملايين من الأفراد وسفك الدماء بغير حق، فلا بد من تفعيل دور المؤسسات الدينية وعدم المساس بها بشكل او آخر كما أؤكد على روح التعايش بين الديانات السماوية المختلفة كما أود التأكيد على أن الوسطية هي خير الأمور وخير الطرق المؤدية لسلام أمن المجتمع الدولي كما دعت إليه كافة الديانات السماوية.

٨٦ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Commentaires


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page