top of page

التكية المولوية

التكية المولوية


تقع تلك التكية في شارع السيوفية بحي الحلمية بالقرب من حي السيدة زينب وحي القلعة، وتزخر هذه المنطقة بنماذج رائعة من العمارة الإسلامية، حيث المساجد التاريخية والأسبلة والكتاتيب من مختلف العصور ، وكانت التكية أساسا مدرسة، أنشأها الأمير شمس الدين سنقر السعدي عام 721هـ/ 1321م ، عُرفت بعد ذلك بقبة حسن صدقة الشرابيشي عام 745هـ/ 1344م، و المدرسة عبارة عن صحن مكشوف لم يتبق منه سوى (نافورة)، و على جانبيه بقايا غرف صغيرة لسكن الطلبة ،بجانب 4 إيوانات أبرزها الإيوان الشمالي الغربي المنفتح على الصحن والمشيد على الطراز العثماني ، وفي أرضية هذا الإيوان توجد تركيبة خشبية لآخر مشايخ المولوية وهو الشيخ محمد غالب درة المتوفى 1334هـ ، 1915م.


أما التكية المولوية نفسها أنشئت سنة 1005 هـ/ 1595م لتكون سكن للفقراء، وتميزت واجهتها بأنها تجمع بين الطرازين المملوكي و العثماني، أهم ما يميز التكية هي القبة المقامة على اثني عشر عمود خشبي و وزعت حجرات التكية على طابقين: الأرضي به ثماني غرف بأسقف خشبية، والأول به ثماني غرف مختلفة في المساحات والأغراض ، وقد حلت الطريقة المولوية الصوفية بهذه المدرسة في القرن 17 الميلادي ثم انتقلت لمكان آخر ، وبحسب كتاب «ديانة القاهرة» للكاتب محمد مندور، ظلت المدرسة والخانقاة التي أقامها سنقر السعدى مستخدمة لإيواء الصوفية وطلاب العلم و الأرامل، حتى حضرت «طائفة المولوية» لمصر في العصر العثماني فسكنوا بالمكان وأقاموا احتفالاتهم بها ..


والمولوية هي إحدى الطرق الصوفية، مؤسسها جلال الدين الرومي (1207هـ – 1272هـ) وهو أفغاني الأصل والمولد، عاش معظم حياته بمدينة قونية التركية،وقام بزيارات إلى دمشق وبغداد، وهو ناظم معظم الأشعار التي تنشد في حلقة الذكر المولوية واشتهرت الطريقة المولوية بتسامحها مع أهل الذمة ومع غير المسلمين أيا كان معتقدهم ، كما اشتهرت بما يعرف بـ«الرقص الدائري» لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم لمرتبة الصفاء الروحى، يتخلصون من المشاعر النفسية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم للوجود الإلهي كما يرون ..


السمع خانة أو مسرح الدراويش


من بين الأسامي التركية للتكيات هو خان الملولية «مولويخانة بالتركي» وزوايا المولوية والسمخانة أي قاعة السمع ، لذا أطلق على قاعة الذكر قاعة السمع خانة أو المولوية ، وبني مسرح الدراويش عام 1255هـ/ 1810م وكان مخصص لإقامة حلقات الذكر الخاصة بأتباع الطريقة المولوية وهو يتكون من منصة خشبية مستديرة بها دائرة بلون مختلف ويحيطها درابزين خشبي له بابان ، أما الطابق الثاني فهو مكون من سلم خشبي ومساحات غير منتظمة للجمهور ومكان للنساء.


وتتوسّط المسرح من السقف قبة تعتبر من أهم العلامات المميزة للتكية، فهي مقامة على أثنى عشر عمودا خشبيا يحوي كل واحد منها اسما من أسماء الأئمة الاثني عشر عند الشيعة المسلمين، وتليها مناطق مستطيلة تضم كتابات تراكمية بحروف عربية أما باطن القبة زُخرف بمناظر طبيعية عبارة عن عمائر وأعلام تركية وزخارف نباتية وعدة رسوم معبرة عن الفلسفة الصوفية التي تقوم عليها الطريقة المولوية، وهناك دوائر ترمز إلى الأيام الستة التي خلق الله فيها الكون وأخرى ترمز إلى الزمن الإلهي المطلق، بجانب الطيور المحلقة في السماء وهي ترمز لتحرر النفوس من المادة وقيودها و الانطلاق إلى السماء.

٣٧ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

コメント


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page