top of page

الحرب العثمانية المملوكية الأولى (١٤٩١-١٤٨٥)



كتابة : احمد سامي الإمام

في القرن الخامس عشر الميلادي كانت الحدود الفاصلة بين الدولة المملوكية المصرية والدولة العثمانية يشملها ثلاث إمارات تركمانية والذين يقعون جغرافيا في شمال بلاد الشام وجنوب الأناضول وهم إمارات :


  • ذي القادر،

  • وقرمان،

  • وبني رمضان.


هذه الإمارات جميعًا كانت تعطي ولاءها لمصر، ‏فلما صعدت قوة العثمانيين في الأناضول ، بدأو في التدخل في شئون الإمارات التابعة لمصر واستطاعوا أن يضمُّوا قرمان إلى سلطتهم، وسعوا إلى تكرار الشيء نفسه مع إمارة ذي القادر لتتوالى الأحداث.


بداية الحرب :


الهجوم العثماني لعام ١٤٨٥


في عام ١٤٨٥ أطلق اطلق العثمانيين هجومًا بريًا وبحريًا على بلاد الشام التي تحت الحكم المصري ،بقيادة حاكم قرامان الجديد التابع للعثمانيين، محمد باشا كاراغوز أخضعت القوات العثمانية، المُستقدمة بمعظمها من القوات الإقليمية، قبيلتي تورغودلو وفاساك المتمردتين واستولت على العديد من الحصون في قيليقيا.


عندما علم بذلك سلطان مصر الأشرف قايتباي أرسل على الفور الجيش المصري الى بلاد الشام لينتصر الجيش المصري على القوات العثمانية في معركة أضنة في ٩ فبراير ١٤٨٦.


عندما علم السلطان العثماني بايزيد الثاني بالهزيمة ارسل تعزيزات من إسطنبول، من ضمنها الجيش الإنكشاري، تحت قيادة زوج ابنته، أحمد باشا الهرسكي، لكن الجيش العثماني المشترك هُزم مرة أخرى على يد الجيش المصري في معركة أضنة الثانية في ١٥ مارس ١٤٨٦ وفر محمد باشا كراغوز من الميدان، في حين أُسر أحمد الهرسكي، وعادت قيليقيا إلى سيطرة مصر.


في استعراض النصر المصري بالقاهرة ، قام الجيش المصري بربط رأس قائد الجيش العثماني أحمد باشا الهرسكي هو وقوادة في اطواق للك/لاب وامامهم الأعلام العثمانية منكسة.

الهجوم العثماني لعام ١٤٨٧


في عام ١٤٨٧، أرسل العثمانيون مرة أخرى جيشًا كبيرًا مؤلفًا من عدد ضخم من وحدات الجيش النظامي والانكشارية، مدعومًا بأسطول إمارة ذو القدر وقواتها، وبقيادة الصدر الأعظم داود باشا.


ولكن هذا الجيش لم يتقاتل مع الجيش المصري فقمع تمردات قبيلتي تورغودلو وفاساك التركيتين، مؤمنًا طريقه فقط.


الهجوم العثماني لعام ١٤٨٨


في عام ١٤٨٨، أطلق العثمانيون هجومًا كبيرًا، برًا وبحرًا كانت القوى البحرية بقيادة أحمد باشا الهرسكي، المحُرر من الأسر، والجيش البري بقيادة حاكم الروملي، علي باشا الخادم.


في هذه المرة، طلب العثمانيون من جمهورية البندقية استخدام مرفأ فاماغوستا لإمداد قواتهم بحرًا، لكن البنادقة رفضوا الطلب وأرسلوا أسطولًا إلى قبرص للحراسة ضد اي رسو عثماني.


بعث سلطان مصر الأشرف قايتباي الجيش المصري بالكامل لمواجهة الجيش العثماني في قلب اراضية فأنتقل الأسطول العثماني بعدها إلى الإسكندرونة، آملًا في اعتراض الجيش المصري عند مجيئهم من طريق سوريا، في حين أمّن الجيش العثماني، بتعداد ٦٠ ألف رجل تقريبًا، السيطرة على قيليقيا.


‏لكن عاصفة هوجاء أخرى دمرت الأسطول، وتمكن المصريين من التقدم إلى قيليقيا.

التقى الجيشان المصري والعثماني في أغاشاريي قرب أضنة في ٢٦ أغسطس ١٤٨٨.


‏في قلب المعركة فر الجنود العثمانيين من ولاية قرامان من ساحة المعركة، فأنتصر الجيش المصري انتصارا ساحقا واجبرت بقية القوات العثمانية على الهروب والانسحاب وعادت قيليقيا الى الدولة المملوكية المصرية. انسحب الجيش العثماني إلى قرامان لإستعادة صفوفه، متكبدًا المزيد من الخسائر أمام هجمات القبائل التركمانية التابعة لمصر.


بعد ذلك فرض الجيش المصري حصارًا على أضنة، وبدأ التركمان، حلفاء العثمانيين، بتغيير ميولهم نحو مصر، من بينهم علاء الدولة، فاستُعيد بذلك خطٌ من الدول العازلة ذات التوجه المصري على طول الحدود.


الهجوم المصري ١٤٩٠ :


في عام ١٤٩٠ ، عاد الجيش المصري مرة أخرى إلى شن الهجمات، حيث تقدم إلى ولاية قرامان التابعة للعثمانيين وفرض حصارًا على عاصمتها قيصري.


بعد ذلك وجدت الدولة العثمانية نفسها خاسرة وخسرت الكثير من الأموال والأرواح وكذلك مصر استنزفت الحرب خزينتها مكلفة اياها ٧ ملايين دينار فوقعت معاهدة بين مصر والدولة العثمانية ،ثبتت حدودهما المشتركة في ممر غوليك في جبال طوروس، وترك السهل القيليقي لمصر.

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page