الدونية الماسرية

مقدمة:

كتير جدا بنلاقي اشخاص معانا في المجتمع في الجامعة الشغل المدرسة بيسخروا من بلدهم مصر و ديما بيقللوا من قيمتها و ساعات بيوصل الحال انهم يسبوها.

اقل ما يوصف الناس دي انهم اقل قدرا من الحيوانات بل و الله احنا بنظلم الحيوانات كده لان الحيوان نفسه بيهتم و يصون ارضه او مخبئه و بيدافع عنه بحياته مش بيهاجر منه الا لضرورة بيئيه توجب عليه ده و في الاخر

بعد انتهاء موسم الهجرة ده بيرجع له تاني

بداية انتشار الدونية بين بعض فئات الشباب:

انتشرت في مجتمعنا المصري اخر 7 او 8 سنين صفة الدونية دي الي هو هحقر من مصر يعني هحقر منها باي طريقة فانتشرت مصطلحات زي "ماسر" و تحيا ماسر تلات مرات و مجموعه من التعبيرات السخيفة زي اصحابها.

السؤال هنا ايه الي انت استفدته لما سبتها و شتمتها و قللت من قيمتها.. هل ده حسن حالك او مستواك؟ الاجابة لا ده بل انت بتخلي الحوار يكبر لو سبتها علي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بانك خليت الغريب قبل المصري يصطاد في المية و يشتمها معاك وهي ما تستهلش منك كده.

المكان واهلها ما يستهلوش كده منك كونك غاضب علي طريقة حكم او نظام او مسوؤل معين مديش ليك الحق انك تسيب المكان باهله.

الوطن حفنة من التراب العفن:

فتلاقي نفسك فجأءة بتكره الارض الي انت عليها ويصبح تفكيرك زي فكر بائعي الاوطان و الخونة زي سيد قطب الي مكنش عنده مشكلة ابدا يوصف وطنه مصر الارض الطاهرة المقدسة في كل الكتب السماوية بحفنة من التراب العفن .

وتبقي فريسه سهله لناس زي دي يسيطروا علي فكرك ويستغلوا غضبك من واقعك بذات الاقتصادي ما هو لما تشتمها جيبك مش هيبقي فيه 100 دولار فجأءه يعني لكن ممكن نعمل علي اصلاح الحال خطوة بخطوة بس ياريت تبدأ بنفسك بالاصلاح بس عش لما تلوم و تغضب تكون علي حق

وصدقني الاصلاح بيبدا من السيجارة الي بترميها عالارض و توسخ الشارع و تتعب الراجل الغلبان الي بينظفه وراك لانك مش صابر تتخلص منها بطريقة صحيحه.

المهم.. بشعر بخجل و انا بكتب موضوع زي ده اننا وصل بينا الوضع اننا بنطلب من طايفة من الشباب انهم يتوقفوا عن شتم بلادهم و السخرية منها بس معلش جايز هما كانوا فريسة سهلة للظروف و الاوضاع الصعبة و الوعي الخطا ووجبنا احنا نصحح المفاهيم دي.

الوضع الاقتصادي ملوش علاقة بحبك لبلدك:

الوضع الاقتصادي عمره ما كان مبرر لشتم و اهانة بلدك دي بقت ظاهرة سخيفة و مخيفة و الظاهرة دي ممكن تبقي وسط لصنع الخونة و المتأمريين سامع حد بيقولي انت مكبر الحوار و خونة هو في ايه؟!!

هقوله لا مش مكبر الحوار حصل و بيحصل و لسه هيحصل انت فاكر ان 1956 و 1967 و حتي 1973 مكنش فيه خاونه كارهيين اوطنهم و ظروف الحرب و الفقر الي كانت فيها البلاد كانت مبرر ليهم لخيانتها لاجل شوية فلوس زراعه الانتماء جواك لبلدك و ارضك مش تطبيل و لا شعارات ده واجب وطني ربنا هيحاسبك عليه زي الحساب الي هيحاسب بيه المسؤليين الي متولين شئون البلد و كل شوية تدعي عليهم فكرك بس هو الي هيتحاسب و انت عادي يعني.

أمم فقيرة فخورة بأوطانها:

كتير جدا من الامم التي تعاني شعوبها الفقر و الازمات والحروب ده مخلاش شعبها يسب و يشتم فيها او ينتشر فيها الظاهرة دي اكيد في بعض الناس الي بتعمل كده لكن مش زي الي بيحصل في مجتمعنا هنا الي بتوصل في بعض الاحيان انهم يسخروا من التاريخ المصري القديم و ملوكه و في بعض الدول شعبها بيدافع عن قومية بلدها وتاريخها ما يجيش 1% من التاريخ المصري.

فتلاقي الهندي الفقير المعدم فخور كونه هندوستاني ( هندوستان: اسم الهند قبل انفصال باكستان المسلمة عنها) و تلاقي الباكستاني الي اكتر من نص بلده تحت خط الفقر معتز بدولته جدا و فخور بيها و بأعيادها الوطنية رغم ان دولة وجودت بس سنة 1947 .

الاوكران من افقر شعوب اوروبا الشرقية وبيدفعوا بجنون عن ارضهم ضد اقوي قوة نووية علي سطح الارض مع ان الاوكراني ببساطة ممكن يقول خدنا ايه من اوكرانيا و حرب و هم ما اكون مع الروس و اخد الجنسية.

والصرب الي برغم مجازرهم الا انهم حاربوا الناتو و كانوا علي استعداد ابادة عرقية كاملة عشان بس نزعتهم القومية و المجتمع الصربي اساسا من اكتر المجتماعات فقر وفساد.

جماعه احنا وصل بينا الحال ان في عز الازمة مع تركيا في ليبيا سنة 2020 كان في بعض المصريين الي بيدعموا تركيا و عايزنها تهزم الجيش المصري متخيليين مستوي الدونية و الخيانة و دول هما هما الي بيقولوا ماسر والمصطلحات الباردة دي فبلاش نستقل عشان الموضوع بيتطور تتدريجي و يتحول من مجرد سخط الي كره

هل معني كلامي ده انك تبطل تنتقد ابدا بس لا تسب بلدك و لا تقلل من شأناها فرق بين المسوؤل و الدولة وان كان في بعض الاحيان مسبة المسوؤل بردو غير محببة بذات لو في مناقشة مع عرب انت كده بتديله الفرصه يشاركك في السب زي ما بنشوف الشوام و السودانيين او الامازيغ بيعملوا علي مواقع التواصل الاجتماعي النقد و الهجوم علي مسئول مصري يخصنا احنا كمصريين فقط

السخرية من التاريخ المصري القديم:

بالتوازي بتظهر ظاهرة السخرية من التاريخ المصري القديم و التقليل من شانه و الصراحه انا هنا عقلي بيبقي غير مستوعب فعندك الدول الافريقية المتمركزة في حركة الافروسنترك اللصوص الي هما يا نعترف ان هما اصل الحضارة و التاريخ المصري القديم يا يشغلوا لينا اغنية الكينج منير بيعيروني و يقولوا لي اسمر اللون يا لالالي و السودانين الي مقتنعين ان الحضارة المصرية دي كانت محكومة بحكام سودانين و لا العرب الي يقولك دي حضارة قوم عاد ولا الامازيغ الي بيقولوا دي حضارة الملك شيشنق الوحيد الي بيسخر منها و يقلل من شأنها هو المصري نفسه في حين الامم الاخري تتمني التاريخ ده يكون منسوب ليها حتي لو بالسرقة!!

الخاتمة:

خلينا متفقين ان الموضوع مش موضوع ان احنا نطبل لنظام او نوقف نقد بناء لحاجة مش عجبانا لا الموضوع هو ان اننا لازم نتصدي للظاهرة دي لان اتسعها اكبر و اكبر خطر علي الاجيال الي جايه انت كده ممكن تكون بتربي جيل علي الخيانه و سب والوطن و عدم احترامه عشان وضع اقتصادي ولا عشان اتوبيس محطة رمسيس مجاش فتاخرت انت في دولة نامية و مش بس نامية دي نامية و مكتظة السكان فلازم هتلاقي اخطاء صور الخطأ و انقده بدل ما تشتمها وتسبها و هي عند ربك لو انت مؤمن ارض عظيمة و مقدسة.. سيبها في حالها فيها الي مكفيها مش ناقص كمان ولادها يسبوها.

وافتكر لو انت مسلم رسولنا الكريم لا خد حاجة من مكة و لا اهلها غير الاذي و كان بيعشق ترابها و لو انت مسيحي فالسيد المسيح كاد يقتل علي ارض مولده و هاجر مع امه وبمجرد زوال الخطر رجعوا لارضهم مرة تانية..حبوا بلدكم بحلوها و مرها دلوقتي و انت بتقرأ في مواطن سوري يا قتل يا تم تكسير محله في تركيا او يمكن في مهاجر افريقي عبر قارة بحالها و بحر عشان يلاقي امان في قارة مش بتحبه بعد ما بلده فتكت بيها الحروب و المجاعات.