الراب سين المصري وليه مش بيستغل بشكل كويس

فاكرين في سنة 2006 ولحد 2010 كان الراب نوع اغاني لبتوع الناس الروشة والكول اوي وكان لما تشوف حد بيسمع راب وبيلبس كاب كبير وسلسلة وسويت شيرت oversize وبينكش شعره بس شعر اتش دبور كأنه من اعلي طبقات المجتمع قمة الروشنة.

ايه هو الراب اصلا

الراب فن غنائي من الفنون الحديثة واللي منشآها في امريكا وبالتحديد كانت مختصة بأغاني العصابات الافور اللي بنعبر عن الشارع الأميركي واللي كان أشهرهم للرابر الأميركي تو باك.

الراب يعتبر جزء من ثقافة كبيرة اسمها الهيب هوب والهيب هوب مش مجرد اغاني بل له اكتر من حاجة بتعبر عنه زي فن الجرافيتي.

بداية الراب في مصر

صعب نحدد أمتي الراب ابتدئ في مصر لكنه ابتدئ سنة 1998 عن طريق فريق اسمه "واي كرو ” و”إيجي راب سكول” اللي ظهروا في سنة 2000، و”إم تي إم” اللي عملوا أغنية “أمي مسافرة“ في 2003 ونجحت بقوة.

برغم كده في الوقت ده مكنش ده مفهوم الراب العالمي وكان وقتها اشبه بأغاني البوب اللي في وقت بداية الألفية كانت في عصرها الذهبي في الشرق الأوسط.

تعتبر أول تجربة سينمائية للراب في مصر كانت في فيلم “ورقة شفرة” سنة 2008، واللي غنى فيها الممثل المصري أحمد الفيشاوي الأغنية اللي أتعرفت فيما بعد باسم “أغنية فيلم ورقة شفرة”.

وبعدها أغنية الممثل المصري أحمد مكي “جدعان طيبين” في فيلم “أتش دبور”، وبعدها ظهور تراكات راب مختلفة في فيلم “ميكروفون” سنة 2010 واللي دي كانت اول ظهور للرابر شاهين.

وكمان متنساش الرابر الجوكر وزاب ثروت اللي عملوا نقلة قوية الراب بس مكنش الراب المتعارف عليه وقتها.

الراب والانترنت

مع انتشار الانترنت وتوفير مساحة لفنانين الراب إنهم ينشروا أعمالهم على اليوتيوب وساوند كلاود وعلى السوشيال ميديا، بدأت أعداد الناس اللي بتسمع الراب تزيد بشكل كبير جدًا.

برغم من تواجدهم في السينما وتصوريهم بذات قبل الثورة 25 يناير إلا أن كان الراب من قبل 2019 وكان مصنف كفن اندرجرواند واللي هو فئة قليلة جدا بتسمع النوع ده من الفن.

وكانت بدايات الرابر كانت اوقات بتبقي قاسية وبأقل الإمكانيات المتاحة أنهم يسجلوا تراكات، وأشهر مثال علي ده هو الرابر ابيوسف حيث أنه كان فيه فيديو كان بيسجل التراكات جوا الدولاب وبيغطيه بقماش أو بطانية بحيث يمنع الدوشة وصدي الصوت في الميكروفون.

انطلاق الراب المصري

البداية كانت في يوم 14 يونيو 2019 (4 بؤونه سنة 6261) نزلت اغنية "باظت" للرابر ويجز وتقدروا تقولوا أنها كانت بداية الراب المصرى الحقيقي بشكله الحالي وكان واحد من أهم نقط التحول في الراب المصري وخلته يتنقل من مجرد نمط موسيقي محدود الانتشار لتريند على السوشيال ميديا.

كلمات الأغنية الروشة والـ beats وكاريزما ويجز وهو بيغني خلت الأغنية تحقق مشاهدات كبيرة جدًا في أول كام يوم، وبدأت الناس تتكلم عنها على السوشيال ميديا، مش بس الناس اللي بتسمع راب ولكن الشعب المصري كله، واختلاف الناس ما بين معجبين بالأغنية ورافضين أتحول لتريند غيّر من المساحة اللي واخدها الراب في المشهد الفني المصري.

وفي سنة 2020 (6262) نزلت اكبر انطلاقة للرابر من وجهة نظري هي اغنية "الجميزة" للرابر مروان بابلو واللي كانت من أكبر النقلات اللي حصلت في تاريخ الراب المصرى باستايل جديد واشبه بالشعبي من خلال البروديسر "مولوتوف".

ويُعتبر التراك ده نقطة تحول في مسيرة بابلو الفنية، لإنه نقله لجمهور أوسع بكتير من الجمهور اللي كان بيغني له قبل كده خصوصا وانه كان اسمه وقتها "مروان داما"، ويُعتبر كمان نقطة تحول في تاريخ الراب في مصر.

الراب والدسات

قبل ما ندخل في واحدة من أعظم الدسات اللي هزت الراب المصرى والسوشيال ميديا خليني احكي لكم عن ايه هو الدس علشان تكونوا في الصورة.

الديس فن من فنون الراب ويعتبر فن عنيد وقوي من حيث الكلمات وهدفها أنها تقلل من رابر تاني وبالتالي الرابر اللي تم الدس عليه بيبدأ يردعلي الدس بدس اقوي من خصمه وكل ما كان الخصام والدسات كل ما كان حماسي اكتر عند الجمهور.

طيب، بداية 2021 (6263) كان لسه الراب مايعتبرش mainstream زي وضعه النهارده، وفضل محصور في أوساط مجموعات محددة من الناس اللي بتسمعه، ولكن في فبراير 2021 (أمشير 6263) حصل بيف ما بين أربعة من أهم مغنيين الراب في مصر؛ أبيوسف ومروان موسى وعفروتو وويجز.

البيف ده طلع بكذا تراك ديس في معجنة مغنيين راب وقفت مصر كلها بجماهيرها وإعلامها يتفرجوا على اللي بيحصل فيها، وبسبب خناقة الديسات دي واهتمام الإعلام المصري بها زادت شعبية الراب في مصر ولقى مدخل للجماهير المصرية بكامل شرائحها وأتحول لأهم نمط مسيطر على المشهد الموسيقي والإعلانات والتلفزيون والسينما النهارده.

ليه الرابر بيتعامل بشكل سيئ وغير مستغل؟

برغم الاهتمام الإعلامي بالرابر في الفترة الأخيرة ودخول الراب في فترة الإعلانات، إلا برضو مسلمش من الانتقادات والتقييدات من نقابة الموسيقيين.

والبداية كانت في حفلة لمغاني المهرجانات حسن شاكوش وحمو بيكا ولما غنوا اغينة "بنت الجيران" واللي من كلماتها كانت

اشرب خمور وحشيش

وحصلت ضجة وهجوم إعلامي ضخم جدا بسبب الحفل دي لدرجة أن نقابة الموسيقيين ورئيسها وقتها "هاني شاكر" أصدر قرار بمنع مغنيين المهرجانات من إقامات الحفلات بشكل نهائي، ودي كانت ضربة في مقتل اغاني المهرجانات لانه بعد كده المهرجانات في اسوأ أوضاعها ومبقاش نفس الاهتمام.

برغم أن فيه قرارات من ضمنها كانت التحكم في الراب إلا أن من وجهة نظري ككاتب أن هاني شاكر كان سايب مساحة مفتوحة للراب خصوصا وأنها اكبر منافس للمهرجانات فكان القرارات اللي اتخادها مكنش ليها تأثير كبير علي الراب المصري.

بداية مشكلة الراب مع النقابة

في يوم 11 اكتوبر (2 بابة سنة 6264) السنة دي تم تعيين مصطفى كامل نقيب الموسيقيين خلفا لهاني شاكر ومن هنا بداية المشاكل.

لأن اول حاجة عملها بعد تعيينه أنه اخدت قرارات صارمة زي الزام الرابرز ومغنيين المهرجانات بأنهم لازم يبقوا معاهم فرقة موسيقية مكونة من 8 عازفين على الأقل وراهم في حفلاتهم وكانت حجته أن عايز يشغل العازفين.

وده غلط تماما لأن اغاني الراب معمولة بالكامل الالكتروني وموضوع الفرقة هتبقي سيئة جدا وحتي طابع الأغنية هتتغير ومش هتبقي زي اللي بتسمعها في اليوتوب أو سوبتيفاي.

ومن هنا كان الهجوم علي القرارات دي كانت كبيرة سواء كان من المغنيين أو من الجمهور بذات.

المنتقدين بيقولوا إن الألفاظ المستخدمة في تراكات الرابرز وطريقة الغناء بتاعتهم بتعبر عن الشارع المصري النهارده وبتعبر عن الشكل الجديد للفن والمزيكا اللي بيناسب الأجيال الجديدة وخبراتها الحياتية والعالم اللي عايشين فيه.

الأجيال الجديدة لو مالقتش المحتوى اللي بيعبر عن أسلوب حياتها المعاصر في الفن المصري هتلاقيه بكل سهولة في محتويات فنية أجنبية، بس حتي المحتويات الأجنبية مش هتعبر عن واقعهم المحلي وحياتهم الشخصية، وبالتالي هيخسروا فن قادر على التواصل معاهم على مستوى شخصي زيّ الرابرز والمهرجانات المصرية.

ختاما

الراب زي ما هو نوع قد يكون سيئ لدي البعض وده نتفهم بس متنسوش أن ده أحدي القوي الناعمة اللي لازم الدولة تستغلها وتهتم بيها بدل المنع والتقييدات خصوصا وأنها غزت الدول العربي والعالم كله فيرايت يبقي فيه اهتمام بيه ولو كان بسيط.