top of page

العبور الأول


نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس بطول المواجهة وتم الاستيلاء على الشاطئ الشرقى للقناة وتواصل قواتنا حالياً قتالها مع العدو بنجاح كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل المتوسط وقامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالى لسيناء وإصابتها إصابات مباشرة.

( بيان القوات المسلحة المصرية يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ )


لم يكن عبور القوات المصرية فى أكتوبر هو العبور الاول فى تاريخ مصر ، فقد سبقه عبور اخر فى العام ال ٣٢ لحكم الملك تحتمس الثالث اثر حملته العسكرية على الفرات ، كانت استراتيجية مصر العسكرية قائمة على إخضاع بلاد نهر الفرات لدوافع اقتصادية و أمنية مختلفة ، ومن هنا كانت تلك الحملة الثامنة لتحتمس ..


اتجه تحتمس نحو منطقة قطنة / قرية المشرفة شمال شرق حمص

ثم اشتبك مع العدو عند مرتفع وعن غرب حلب ، لكن تمثلت صعوبة فى الاستيلاء على * قرقميش * -الموضحة بالخريطة- وكان فتح تلك المدينة يعنى فتح أفضل طريق ممكن لعبور نهر الفرات ، لكن كيف يتم هذا ؟ ظهرت عبقرية تحتمس الثالث لما أمر بصنع قوارب بناها على مقربة من (جبيل) ، ثم نُقِلت برا إلى «قرقميش» على عربات بعجلات تجرها ثيران فى تجديد لوسائل النقل وقتئذ،وأطلق المصريون عليها اسم *وررت* اى العظيمة


حملت القوارب كأجزاء منفصلة على هذه العربات ثم رُكِّب بعضها مع بعض في *قرقميش* ، ثم تم عبور الجنود فى اعجاز عسكرى - ربما لأول مرة تاريخيا- وانتصر تحتمس عليهم ثم استولى على بعض أراضى شرق الفرات ونصب لوحته التذكارية شرق الفرات بجوار لوحة *تحتمس الأول*، ولم يتوغل بداخل أراضي ميتانى إذ لم يكن في مقدور مصر أن تسيطر على أراضى شرق الفرات كلها ، و لا شك في أن تحتمس الثالث كان يعلم ذلك ..


كان هذا التصرف عملا عبقريا بخاصة عندما يعلم الإنسان أن جيشه كان يبلغ عدة آلاف من الجنود، غير الخيل والعربات التي كان لا بد من نقلها بعد تجميعها عبر الفرات، مضافًا إلى ذلك جيش مشاته ، و ما بين عبور الأمس البعيد و عبور الأمس القريب تظهر عبقرية و شجاعة و إصرار الجندى المصرى باختلاف العصور


منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page