top of page

العقل المصري

تاريخ التحديث: ٢٦ يوليو ٢٠٢٢


الرئيس المصري محمد انور السادات

في البداية لا أصنف نفسي كشخص له اي ميول في مقالي هذا و لكن اتحدث عن كوني مسلم وسطي يعيش علي ارض مصر الحبيبة و محب لوطنه.


في اواخر الستينيات و حتي اواخر السبعينيات و مع الأنفتاح الأقتصادي الذي فرضة علينا العالم عامه و الرئيس السادات خاصة.


و بعد حرب اكتوبر كان هناك إتجاه عالمي لمحاربه الأتحاد السوڤيتي اثناء الحرب البارده الأمريكية الروسية و لذلك بدأت النبره الدينية في كل العالم تستحوذ علي جميع دول العالم عامه حتي رأينا الدول التي تصنف نفسها علمانية مسؤلين فيها يتحدثون بلهجه دينية و ازداد نفوذ الكنيسة في تلك الفتره و كل هذا للعب علي المشاعر الدينية لجميع الناس بهدف استعداء روسيا بإعتبار انهم شيوعيين ضد الاديان و قد نسيوا ان اغلب دول و اصحاب تلك الحركة كانت دول اصلا علمانية و اهلها معظمهم غير متدينين و كل هذا لهدم الأتحاد السوڤيتي.





و كانت لهذه الحركة التي تحدث في العالم تأثير بالغ علي منطقتنا بشكل عام و علي مصر بشكل خاص خصوصا بعد حرب اكتوبر ١٩٧٣ حيث بعد معاهده السلام التي ابرمها السادات مع امريكا و اسرائيل ما كان له الا ان ينضم لمعسكر امريكا مثل باقي او اغلب دول العالم ضد المعسكر الشرقي الروسي برغم ميل مصر التاريخي للمعسكر الشرقي و بعد ان كانت مصر علاقاتها قوية بروسيا اثناء فتره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و لتكتمل الصوره لمواجهه الأتحاد السوڤيتي كان يجب فتح السجون لكل ما هو له علاقه بالدين الطيب منه و الخبيث معاً كما قلنا لانها كانت حركة عالمية ضد الأتحاد السوڤيتي بعد ان كان الرئيس عبد الناصر قد وضع اغلب المتشددين من هذه التيارات في السجون بعد محاولتهم اغتياله.


و بدأ السادات في تقنين وضعهم و التعاون معهم و ضحد اي صوت تنويري ضد هذه الجماعات و ادخلهم البرلمان المصري و مجلس الشوري و اعطي لهم الحرية لعمل احزاب سياسية و التأثير علي الوعي الجمعي للمصرين و كانت هذه هي البداية كما تحدثنا في المثال السابق عن الأنفتاح الأقتصادي الذي فرضه علينا العالم لعداء روسيا و انضمام السادات للمعسكر الغربي كأغلب دول العالم في تلك الفتره رأينا في العالم ما لم يصدقة عقل فروسيا القيصرية التي هي اصلاً اغلبها مسيحيين علي المذهب الأرثوذكسي عكس الغرب العلماني اصلاً الذي يتميز بأن شعبه اغلبه غير متدين او لاديني ثم يحارب روسيا بأعتبار انهم شيوعين و ملحدين!!


انا لا اقول ان روسيا ملاك و لكن حتي لو كانت روسيا ملحده فالغرب اكثر الحادا و تبجح من روسيا نفسها و نري هذا الان مثلا كمثال في تشريع الغرب زواج المثليين بينما روسيا لا تشرع زواج المثليين لذلك لا احد يصدق تلك التفاهات الا الذي لا يري الحقيقة ان هذه الحركة كانت هدفها سياسي للقضاء علي الاتحاد السوڤيتي و ليس ديني كما اتدعي و يتعدي المعسكر الغربي و راينا في هذا الوقت الرئيس چون كنيدي يتحدث بأيات من الانجيل و هو اصلا لم يقرأه !


و امثله كثيره عن هذا و كان لهذا التاثير العالمي علي مصر و العالم العربي اضرار ادت بمصر الي ما نحن عليه الان من تأثير علي الوعي الجمعي المصري تحدثنا سابقاً عن ان تلك الحركة ضد الاتحاد السوڤيتي العالمية عامه و الغربية و المصرية خاصة كانت لها اثرها علي العالم و علي منطقتنا و مصر تحديداً فرأينا الرؤساء في جميع العالم يتحدثون بلهجه دينية للتأثير علي عواطف الجماهير و رأينا الرئيس السادات يطرد الخبراء الروس


ورأينا وجوه مصرية بدون ذكر اسماء تظهر علي شاشات التلفزيون المصرية لتبث في عقل الناس الخرافه و الدجل بأسم العلم و رأينا شخصيات دينية تتكلم علي المنبر و تجذب العديد و العديد من الناس تحت تأثير الخطاب المُفوه و السجع في الكلام و التمكن من اللغه العربية فقط انما الكلام في حد ذاته خالي من اي افكار و هذه احدي طرق السيطره علي عقول البشر عن طريق إقناع عقلهم الباطن بأن المتحدث مثقف و بارع في اللغه خصوصا لو كان شيخ.


و يتحدث عن دين سيزداد التفاعل العاطفي معه و يمكن من خلاله بث الأفكار المتشددة و المصيبة ان معظم هؤلاء الشخصيات هم من شكلوا الوعي المصري حتي هذه اللحظه التي احدثكم فيها و كان الازهر المؤسسة الدينية الرسمية للدولة غير قادره و ربما حتي الان في مواجهه موجه التسلف هذه(بل و اخترقت صفوف طلاب الازهر بتفشي سريع و عجيب) فأصبحنا نري عندما ننزل الي الشارع ناس تغير زيهم الي الجلباب و النقاب و عادات غريبة علي المجتمع المصري و لا اهاجم هنا لباس معين و لا لوك ديني و لكن اشرح ما حدث في المجتمع في تلك الفتره بإيجاز شديد


و رأينا ايضاً اغتيال مفكرين كفرج فوده و هنا اتحدث انك سواء اختلفت او اتفقت مع فكرة عن ظاهرة محددة لم تكن موجودة في المجتمع المصري و هي الارهاب فالفكر حتي لو كنت ضده يجب ان يواجه بالفكر و ليس بالقتل و بعد اغتيال السادات من قبل الجماعات عاني مبارك ايضاً من موجه ارهاب في التسعينات كانت ضريبة قد دفعها بسبب ما فعله السادات مثل مذبحة الأقصر و هذا ليس دفاعا عن الرئيس مبارك ولا هجوما علي الرئيس السادات فأنا احترم اي رئيس عسكري لبلدي (اتفقنا او اختلفنا) لكن هذا لا يمنع ان لكل رئيس خطأ وهذه كانت احدي اخطاء السادات عندما كان رئيس مثلما اخطأ جميع الرؤساء لانهم في النهاية بشر لهم ما لهم و عليهم ما عليهم و لكن السؤال هنا ما الفرق الذي حدث بيننا كمنطقة او مصر و بين العالم ؟


الفرق بسيط يا عزيزي فبعد هذه الموجة العالمية و تفكيك الاتحاد السوڤيتي اصبح الغرب الذي كان يتهم روسيا بالشيوعية في تلك الفتره اكثر مادية و عدم تدين بينما يعتبر الان روسيا بالنسبة لهم "رجال دين" و هنا اتحدث عن التناقض و في منطقتنا حتي الان لم نستطع الخروج من هذا المأزق فتلك الافكار الهادمة و هنا اقصد التشدد و الارهاب الفكري و التغيير السلوكي و الثقافي فكل هذا حتي الان لم نستطع الخروج منه

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page