top of page
  • صورة الكاتبقومي

العيد القومي لمحافظة السويس ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣م، قصة "المدينة التي صمدت ١٠٠ يوم أمام إسرائيل"


بعد ثغرة الدفرسوار عبرت قوات العدو غرب القناة ليلة ١٥ و ١٦ أكتوبر كى تحاصر القوات المصرية في سيناء وتفتح طريق هجوم ممكن على القاهرة واستخدامه كورقة ضغط، وتدمير الصواريخ المصرية غرب القناة لإتاحة المجال لطيرانهم للتعمق بداخل مصر و كان الاستيلاء على مدينة كبرى، كالإسماعيلية أو السويس ضرورة كبيرة لتحقيق ذلك الهدف. كانت المخابرات الحربية المصرية على علم بهدف وتحركات العدو فقام العقيد يوسف فتحي مدير المخابرات بتزويد شباب “منظمة سيناء العربية” بأسلحة خفيفة، واعدوا كمائن على مداخل المدينة. فيما أرسل العميد يوسف عفيفي قائد الفرقة ١٩ مشاة ميكانيكية سرية مقذوفات وطاقم اقتناص دبابات بقيادة الملازم عبد الرحيم السيد وزودهم بأسلحة “آر بي جيه” وقنابل مضادة للدبابات. انقسمت قوات العدو الى 3 فرق : فرقة ماجن ، آدان ، شارون، معهم ٣٠٠ دبابة و٢٠٠ج جندي مظلي، في مقابل اللواء ٢٣ مدرع القادم من القاهرة وكتيبة اللواء ١١٦ مشاة ميكانيكي وعدد من كتائب الصاعقة والمظلات، وكانت السويس وقتها تضم حوالى ٥ آلاف مواطن بعد التهجير الذى حدث عقب حرب الاستنزاف.


فشلت فرقة ماجن وشارون في الاستيلاء على الإسماعيلية وفشل اللواء ٤٠١ بقيادة دان شمرون في الاستيلاء على ميناء الأدبية ذات الأهمية الاقتصادية، وسياسيا صدر قرار وقف إطلاق النار ٣٣٨ يوم ٢٢ أكتوبر، فزادت رغبة العدو فى احتلال السويس لتقوية موقفها عند التفاوض، ولم تحترم وقف إطلاق النار وقامت بعزل المدينة عبر قطع مياة ترعة الإسماعيلية و تدمير محطة الكهرباء وقطع أسلاك الهاتف.

وحاصرها العدو برا وبحرا فى ٢٥ أكتوبر ١٩٧٣ وحتى ٣١ يناير ١٩٧٤ مع تنفيذ اتفاق فض الاشتباك "الكيلو ١٠١" الذي أعاد فتح الطريق إلى القاهرة ورفع الحصار ، ارتكزت خطة المقاومة المصرية على استدارج العدو وإيهامه بخلو المدينة من أية مقاومة ، ولما تم استدراج العدو بدأ القصف المصرى، وفشل العدو فى الاقتحام ولما حاول الاقتحام مرة اخرى يومى ٢٥ أكتوبر و ٢٨ أكتوبر ،ولاقى نفس المصير اضطر لقبول وقف إطلاق النار. جاءت اعترفات العدو فى عدة كتب مثل كتاب "التقصير" الذي ألفه سبعة جنود من المراسلين الحربيين، وكتاب "سري للغاية" فقد ذكرت هذه الكتب اعترافات العدو بالخسائر حين كلفت محاولة احتلال السويس ٧٧ ضابط و ٢٣ مظلي و٦٩، ومن الكتب المصرية الهامة فى هذا الباب كتاب *مقاتلون فوق العادة* تأليف الفريق يوسف عفيفي قائد الفرقة الـ١٩ بالجيش الثالث الميداني أثناء الحرب، غير مذكرات الجمسى وغيرها. عززت حرب الاستنزاف أهمية القتال “الهجين” الذى يجمع بين المقاومة الشعبية والنظامية فقامت القيادة المصرية ببناء تنظيمات للمقاومة الشعبية داخل مدن القناة وسيناء بهدف تقويض سيطرة العدو وقد نجح هذا فى إفشال السويس كما تعدد تلك المعركة بداية تشكل مرحلة جديدة في استراتيجية الحرب الإسرا.ئيلية فلم تعد إسر.ائيل تحارب جيوشًا نظامية، بل أصبحت تحارب قوات غير نظامية بداخل المدن، حدث هذا في اجتياحها جنوب لبنان سنة ١٩٧٩، وفي حصار بيروت ١٩٨٢، وحرب لبنان في ٢٠٠٦، وفى حرب غزة ٢٠٠٨، و رغم أنها اختبرت “اقتحام المدن” فى السابق، مثل الاستيلاء على القدس أثناء حرب ١٩٦٧، إلا أن الفارق في معركة السويس انها شهدت مقاومة شعبية بجانب مقاومة نظامية


بالمناسبة يعد فيلم الغريب من أفضل الأفلام التى تناولت معركة السويس، وفى الأدب تعد اشعار عبد الرحمن الابنودي التى غناها محمد حمام من أهم ما وثق تلك المعركة، أما التوثيق التاريخى قامت به مجموعة ٧٣ مؤرخين وغيرها من المصادر.

٤ مشاهدات٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Коментарі


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page