لو إنت شخص عادي معرفتك بأسوان وعلاقتك بيها لا تتعدي دراستها فى جغرافيا مصر فى المراحل التعليمية، أو مجرد زيارة سريعة فى الماضي، وأكثر معلوماتك عنها إنها أرض الدهب والسد العالى ومحافظة الكينج منير، فتعالوا نحكيلكم أكتر عن أسوان تاريخيًا و طيبة و أهلها، والخطر اللي بيهدد أسوان وممكن يكون واقع أو كابوس فى المستقبل القريب.
نبذة سريعة
تاريخياً، أهل النوبة الشمالية واللي هي بالمناسبة حاليًا "أسوان" لم يكونوا من المصريين، لكنهم شعوب سكنت جنوب مصر والمصريين قديمًا إستقبلوهم وضموهم للدولة المصرية القديمة وعلي مدار السنين اصبحوا جزء من أرض مصر وتمصروا وأصبح ولائهم وإنتمائهم لمصر كمواطنين مصريين لهم ثقافة و تراث مميز نعتز بيه كلنا، أما النوبة الجنوبية وهي "السودان" حاليًا ولازم تفهم إن قدماء المصريين فرقوا بين أهلنا نوبة الشمال اللي هما أهل أسوان الأصليين اللي انضموا للجيش المصري قديمًا وحديثًا وخاضوا حروب منها حروب ضدد الجنوب كمان، وبين أهل الجنوب وهما نوبة السودان، ودول موضوع تحليلنا وكلامنا النهارده.
الإنتماء للدولة المصرية
علي مدار سنين فاتت و انقضت خلينا نقول كلمة حق إن "أسوان" عانت زيها زي باقي محافظات مصر من قلة الإهتمام والخدمات والبنية التحتية والإهمال، ومين فى جنوب وشمال مصر معناش علي مدار سنوات كتيرة ومازال أيضا رغم جهود الدولة فى تصحيح أخطاء الأنظمة السابقة، المهم بسبب نقص الإهتمام ده أصبح الكرت الي تم وبيتم وهيتم إستخدامه لمحاولة خلق أفكار إنفصالية لأهلنا فى أسوان عن الدولة المصرية تحت مسميات "الدولة مش مهتمية بيكم، شايفين عادتكم وتقاليدكم مختلفة إزاي عن باقي مصر، إنتم لوحدكم شعب ليه متمسكيين بمصر؟" وبرغم كل الأفكار دي علي مدار سنين إلا أن أهلنا في أسوان الفئه الغالبة منهم تمسكوا بمصريتهم وإنتمائهم لمصر ومازلوا وإنهم جزء من الدولة المصرية.
دعاوي الانفصال و المركزية الأفريقية
للأسف الشديد دعاوي كتير من "الأشقاء السودانيين" ماهو اللي شايف حسرة من قديم الزمن إن ناس شبهه أو من نفس عرقة إنفصلوا عنه وإنضموا لعدوه التاريخي وأصبحوا جزء منهم بل وحاربوهم كمان مش قادر ينسي التاريخ ده، فبيتم بث و نشر من خلال دول معادية أفكار معادية لإنتماء أهل اسوان لمصر، منها إنتم مننا مش مصريين.. كلنا شوفنا اللي كانوا جايين يقولوه أعضاء منظمة المركزية الأفريقية عندنا في أسوان من كام شهر عن إرتباط مصر و خصوصًا النوبة بأفريقيا و تصوير أصل الحضارة المصرية علي إنها نوبية ولولا كلنا تصدينا ليهم ووقفنا مؤتمرهم اللي فيما بعد اتنقل لديترويت كانوا أخدوا غرضهم من لقطات و أفلام و صدروها و هي لعبة طويلة المدى بتعتمد علي تزييف الحقايق في الوعي الجمعي.
هباءً منثورًا
ده غير بقى إدعائات الحضارة والأثار اللي عندكم دي احنا اللي بنينها مش المصريين، إحنا حكمنا مصر بتاع ٧٠ سنة فإنتم مش مصريين إنفصلوا وإنضموا للسودان، الموضوع ده علي مدار عقود برغم إنك وانت بتقرا شايف خطورته إلا أنه كان في مستوي الأمان لأنه كان بيستخدم علي فترات متباعدة ومكنش بيلقي رواج كبير عند أهل أسوان، لإن ببساطه وضع مصر حتي وقت حكم مبارك او من قبله أفضل من وضع السودان بكتير، فمكزش فيه أي محفز للإنفصال الى دولة مليانة صراعات طائفية و قبلية، و الحقيقة دور الأهالي هناك كان مشرف في رفض الدعاوي دي بشكل دايم و مستمر و ديه حاجه حقيقي مشرفة.
مناظر شبه يومية في أسوان
حاليًا الوضع بقي مختلف، و الأسلوب إتغير بقى بطريقة تانية و حاليا أسوان هي المعبر لجنوب مصر لكل القادم من الجنوب سواء السودان او الأفارقة، ومع إجراءت مصر للإقامة المجانية لشعب السودان الأفارقة حاليا، بيحصل نزوح وهجرات غير طبيعية بالمرة من الدول دي قادميين لمصر، و شبه يوميًا بتخرج من هناك فيديوهات لسلاح أبيض ونزاعات بين الأفارقة مسلحة وحسب تصريح مسؤليين سودانيين إن كل يوم من السودان بيطلع فوق العشر عربيات سوبر جيت لمصر وبيخش مصر يوميا فوق ال٢٠٠٠ سوداني! متخيلين الرقم؟ ده غير العدد المهول قدام السفارة المصرية في السودان للحصول علي موافقات الدخول لمصر ده غير الأفارقة بقي قصة التانية، فجزء كبير حاليا من السودانيين قاعدين فى أسوان وبيجبوا عائلاتهم تستقر فيها وبقي يتجوزا من الأسونيين نفسهم وعددهم بيزيد بمعدل بدأ يفوق عدد أهل أسوان الأصليين نفسهم، ده غير فرضهم لتجارتهم هناك ومناكفتهم أهل أسوان فى أعمالهم وبعض أعمال البلطجة وغيرها.
التغير الديموغرافي
الخطر هنا هو إن مع الشكل والوضع ده علي المدي البعيد هيحصل تغير ديموغرافي فعليا فى تركيبة سكان أسوان، يعني إيه؟ ببساطه هتتكون أجيال جديدة مش من أهل البلد نفسهم ويكتسبوا الجنسية المصرية وعلي مدار الوقت هيتخلق سكان بتركيبة وهوية مختلفة.
التركيبة دي ولائها للسودان مش لمصر، فبالتالي المشاكل اللي كانت بتواجه أسوان زي قلة الإهتمام والتقصير من الحكومة فى حقهم وهما كتر خيرهم كانوا ومازلوا متحملين لأن ولائهم لمصر، ولإن دي بلدهم هتلاقي جيل من السودانيين اللي هما بيقولوا إن مصر بلدهم ولا الحضارة حضارتنا وإننا مستعمريين وبقايا عرب ورومان و خليط شعور وإن حلايب سودانية ومصر فى يوم هتعود للسودان! شوف بقي الأفارقة اللي ماليين أسون حاليا ودول أصعب من السودانيين بقي وحصل شكاوي كتير من أهالي أسوان بسبب الأفارقة عندهم وإنهم ناس متعرفلهمش لا أصل ولا إي حاجة وإن بدأت تظهر مظاهر غريبة علي أهل أسوان من الأفارقة دول، زي البلطجة والمخد.رات وعصابات حرفيا بقت متكونة هناك، وأهل أسوان بيشتكوا مرارًا وتكرارًا إن فيه حاجة غلط بتحصل وده مضايقهم.
سيناريوهات غير مستحبة
بعد سنين عالمدى المتوسط و البعيد مع جيل جديد مختلط من السودان علي أفارقة اللي المناطق اللي هما جايين منهم مشهورة بالصرعات القبلية والحروب بعد إستوطانهم فى أسوان ونسأل الدولو الآتي:
إيه يضمن إن ميتكونش حركات إنفصالية تطالب بإنفصال أسوان وإعتبارها دولة لوحدة أو جزء من السودان؟
إيه اللي يضمن إن أسوان ميحصلش فيها اضطرابات ويتكون فيها صرعات قبلية جديدة علي أسوان؟
إيه اللي يضمن إن أسوان متعتبرش لا قدر الله "سيناء" التانية وتكون بؤرة ومنبع إرهـ 'ـاب وإستقطاب إرهـ 'ـابيين زي سينا العشر سنيين فاتوا دول خصوصا إن دا'ع'ـ..ـش حاليا نقلت حالها في أفريقيا؟
والخطة الجديدة علي مصر بعد فشل سيناء هو إستنزاف الجيش من الجنوب والتحضير لظهور جماعات مسلحة وعناصر متطرفة من هناك، خصوصا إن المنطقة الحدودية مع السودان والسودان أصلا فيها عناصر مسلحة وحروب ومازلت لحد اللحظة دي علي فكرة وكانت منبع لإستقطاب إرهابيين.
ايه يضمن إن في النهاية متلقيش الدول المعادية ليك تبدأ تستغل التغير ده في إنها تحاول تعمل حق تقرير المصير لأسوان أسوة بجنوب السودان؟ وساعاتها هتلاقي ميه دولة وميه بلد هتأيد الإنفصال؟
ختامًا
اخيرًا لما بنتكلم هنا عن خطورة اللي حاصل بالسماح بالإقامات المجانية والنزوح لمصر من غير تأشيره للسودانيين وبعض الأفارقة ومن غير قوانيين تنظم وجودهم وحركتهم وتمويلاتهم بنتهاجم ويتلقنا إحنا بنعمل زعزعة ودول إخواتنا وطبعا عشان مصر العروبة والشعارات إياها اللي مفادها إن مصر تتحمل ما لا طاقة لها به.
ببحث بسيط سيرش علي جوجل شوف هل في دولة سواء في أوروبا أو الخليج بتعمل نفس اللي بنعمله؟ أوروبا حاليًا بدأت في ترحيل النازحيين وبتعمل قوانيين جديدة زي قانون الهجرة والجنسية اللي أقره البرلمان البريطاني من شهر ده غير الخليج اللي فاهم وعارف خطورة الموضوع ده، مصر رفضت عرض من دول أوروبية بتوطين وترحيل لاجئين ليها مقابل دعم مادي و ديه خطوة كانت كويسة و إيجابية نتمناها تكمل بحماية حدودنا الجنوبية.
مجموعة بديهيات
أهلنا في النوبة و غيرهم من المصريين اللي ليهم تراث و ثقافة و تاريخ جميل واجبنا الحفاظ عليه هما مواطنين مصريين قولًا واحدًا و نرفض أي إساءة لأي مصري أيًا كان.
أهالينا في الجنوب رافضين تمامًا أي دعاوي إنفصالية معما كانت و موقفهم دايمًا مشرف.
الدولة ليها مشاريع كتير من أول حياة كريمة لحد تعويضات الأهالي هناك في محاولة لرد الجميل بعد سنين فاتت من قلة الإهتمام. القومية المصرية أساسها الانتماء للدولة المصرية مش العرق او الأصل و العنصرية و خطابات الكراهية مرفوضة تماما. أي دعاوي من المركزية الأفريقية أو إدعائات زائفة علي أصول الحضارة و تاريخ الشعب المصري مرفوضة تمامًا
Kommentare