top of page

جمال عبد الناصر.. الرئيس الراحل ما بين انجازات و سخرية من هزائمه في الحروب..فما هي الحقيقة؟!!

تاريخ التحديث: ٢٩ يوليو ٢٠٢٢




مقدمة:


السخرية..لا يوجد أسهل من أنك تسخر من شخص ما و تقلل من أعماله وتنسب له الفشل و موضوعنا هنا يتلخص في حالة اصبحت منتشرة خاصا علي وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الكوميكس و حرفيا مئات الميمز التي تم تأليفها علي هذا الرئيس وقبل ان تستنتج عزيزي القارئ أي ميول للكاتب او للموقع وأي ادعاء ان هذا التقرير ناصري و به انحياذ نؤكد لك ان كلا الكاتب و الموقع ليس لهم اي ميول او تأييد مطلق تجأه رئيس او نظام بعينه انما نحن فقط نسرد و نوضح بعض الحقائق التي تاهت وسط ثقب الجهل و عدم الوعي الأسود الذي وللأسف يبتلع عقول ألالاف الشباب.


نحن لا نقدس اي نظام او رئيس لكن في نفس الوقت لن نقف مكتوفي الايدي أمام وعي زائف وأهداف جماعات متطرفة او أنظمة معادية كانت ولازالت ولسوف تكون هي العدو الرئيسي للدولة المصرية.. بدأت ظاهرة السخرية من الرئيس جمال عبد الناصر في التفشي و الانتشار خاصا مع بلوغنا في مصر والعالم العربي ذروة استخدمنا للانترنت و انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بعد 2011 فتجد المراهقيين من دون سن ال 18 عام يسبونه و يصفونه بالفاشل الذي "تم هزيمته في جميع الحروب التي خاضها".


هل جمال عبد الناصر شخص كامل؟ بالطبع لا و هنا سوف نسرد لك بما يرضي الضمير الانساني معظم احداث حياته..من نشأته و حروبه ومميزات عصره و عيوبها والحكم لك انت أيها القارئ في النهاية هل فعلا هذا الشخص يستحق كل هذا الكم الرهيب من السخرية و السباب أم هو مظلوم و مثله مثل أي حاكم أخطا و أصاب.


فتجد شباب لم يبلغ عامه ال 18 من جميع الجنسيات العربية تقريبا وبالاخص الشامية منها ( الاردن وفلسطين و سوريا) يسبون الرجل و يتهمونه بالفشل و القول بدون فعل حتي الرجل لم يسلم من ابناء بلاده.. فدئما كنتم تطلبون أيها الشباب المصري و العربي حاكما قوي الشخصية يقف في وجه الغرب واسرائيل غير منبطح مستقل بسياسته و عندما كان يوجد رئيس مصري واجه عدوان مكون من دولتان عظمتان (فرنسا و بريطانيا) و دولة يتم تأيدهها من العالم كله تقريبا مدججه باحدث الترسانه الاوروبية و الامريكية(اسرائيل) كان مصيره الشتم و السخرية و التحقير منه .


علي النقيض يتم تعظيم و تهليل نفس هؤلاء الشباب المغيب لرؤساء مثل أردوغان او النظام الايراني عجبا لهذا الزمن فهل اردوغان او أحمدي نجاد او روحاني او رئيسي او الخميني نفسه قدموا للامه المصرية و العربية ربع حتي ما قدمه هذا الرجل و الذي سوف نسرده لكم الان.


فجمال عبد الناصر لن يكون الرئيس الذي سوف تستميت حركة قومية مصرية للدفاع عنه بسبب أختلاف الافكار الصارخ و فكرته في القومية العربية التي سببت ضررا كبير لكن نحن هنا لنصحح بعض المفاهيم و الافكار المغلوطة عن الرجل والتي بالغ اعداءه الذين يعتبروا هم نفسهم اعداء الامة المصرية.



مولده..ونشأته:




ولد جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان المري في 15 يناير 1918م بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر و هو من أسرة صعيدية حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط، ونشأ في الإسكندرية، وعمل وكيلاً لمكتب بريد باكوس هناك و قد تزوج من السيدة «فهيمة» التي ولدت في ملوي بالمنيا وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه و كان والداه قد تزوجا في سنة 1917، وأنجبا ولدين من بعده، وهما عز العرب والليثي ويقول كُتّأب سيرة عبد الناصر روبرت ستيفنس وسعيد أبو الريش أن عائلة عبد الناصر كانت مؤمنة بفكرة «المجد العربي»، ويتضح ذلك في اسم شقيق عبد الناصر، وهو عز العرب، وهذا اسم نادر في مصر.


سافرت الأسرة في كثير من الأحيان بسبب عمل والد جمال عبد الناصر. ففي سنة 1921، انتقلوا إلى أسيوط، ثم انتقلوا سنة 1923 إلى الخطاطبة. التحق عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة في الفترة ما بين سنتي 1923 و1924، وفي سنة 1925 دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.


كان عبد الناصر يتبادل الرسائل مع والدته، ولكن الرسائل توقفت في أبريل 1926، وعندما عاد إلى الخطاطبة علم أن والدته قد ماتت قبل أسابيع بعد ولادتها لأخيه الثالث شوقي، ولم يملك أحد الشجاعة لإخباره بذلك وقد قال عبد الناصر في وقت لاحق:


"لقد كان فقداني لأمي في حد ذاته أمرا محزنا للغاية، فقد كان فقدها بهذه الطريقة، وعدم توديعي إياها صدمة تركت في شعورا لا يمحوه الزمن وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضا بالغا في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين".

وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف 1928 عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية.

حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا، ثم نقل في العام التالي (1930) إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك. وقد بدأ نشاطه السياسي حينها فقد رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية، وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها، وقد علم بعد ذلك أن هذا الاحتجاج كان من تنظيم جمعية مصر الفتاة، وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر، وذلك في أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ إسماعيل صدقي بإلغاء دستور 1923، وألقي القبض على عبد الناصر واحتجز لمدة ليلة واحدة قبل أن يخرجه والده.

عندما نقل والده إلى القاهرة في عام 1933، انضم ناصر إليه هناك، والتحق بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة و مثل في عدة مسرحيات مدرسية، وكتب مقالات بمجلة المدرسة، منها مقالة عن الفيلسوف الفرنسي فولتير بعنوان «فولتير، رجل الحرية». وفي نوفمبر 1935، قاد ناصر مظاهرة طلابية ضد الحكم البريطاني احتجاجا على البيان الذي أدلى به صمويل هور وزير الخارجية البريطاني قبل أربعة أيام، والذي أعلن رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر وقتل اثنان من المتظاهرين وأصيب عبد الناصر بجرح في جبينه سببته رصاصة من ضابط إنجليزي وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها، ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى.


أسم جمال عبد الناصر ضمن الجرحي في جريدة الجهاد


نما نشاط عبد الناصر السياسي أكثر طوال سنوات مدرسته، حيث أنه لم يحضر سوى 45 يوماً أثناء سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية. اعترض عبد الناصر بشدة على المعاهدة البريطانية المصرية لسنة 1936، التي تنص على استمرار وجود قوات عسكرية بريطانية في البلاد، وقد أيدت القوي السياسية في مصر هذه المعاهدة بالإجماع تقريبا. ونتيجة لذلك، انخفضت الاضطرابات السياسية في مصر بشكل كبير، واستأنف عبد الناصر دراسته في مدرسة النهضة، حيث حصل على شهادة التخرج في وقت لاحق من نفس العام.



نشأته العسكرية:



في سنة 1937، تقدم عبد الناصر إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش، ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، فمنع من دخول الكلية، فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)، لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية واستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا، وطلب مساعدته، فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937، ركز ناصر على حياته العسكرية منذ ذلك الحين، وأصبح يتصل بعائلته قليلا. في الكلية، التقى بعبد الحكيم عامر وأنور السادات، وكلاهما أصبحا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته. تخرج من الكلية العسكرية في شهر يوليو 1937.

في سنة 1941، طلب عبد الناصر النقل إلى السودان، وهناك قابل عبد الحكيم عامر، وكانت السودان حينها جزءاً من مصر عاد جمال عبد الناصر من السودان في سبتمبر 1942، ثم حصل على وظيفة مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة شهر مايو 1943.



في سنة 1942، سار مايلز لامبسون السفير البريطاني إلى قصر الملك فاروق وحاصره بالدبابات، وأمره بإقالة رئيس الوزراء حسين سري باشا، بسبب تعاطفه مع قوات المحور. ورأى ناصر الحادث بأنه انتهاك صارخ للسيادة المصرية، وقال عن ذلك:

"أنا أخجل من أن جيشنا لم يصدر أي رد فعل ضد هذا الهجوم".

تم قبول ناصر في كلية الأركان العامة في وقت لاحق من ذلك العام بدأ ناصر بتشكيل مجموعة تكونت من ضباط الجيش الشباب الذين يملكون مشاعر القومية القوية ظل ناصر على اتصال مع أعضاء المجموعة من خلال عبد الحكيم عامر، وواصل عبد الناصر البحث عن الضباط المهتمين بالأمر في مختلف فروع القوات المسلحة المصرية.


حرب فلسطين 1948 :

ناصر (الأول من على اليسار) مع وحدته في الفالوجة، يعرضون أسلحة استولوا عليها من الجيش الإسرائيلي خلال حرب فلسطين.



تطوع عبد الناصر في البداية للخدمة في اللجنة العربية العليا بقيادة محمد أمين الحسيني، وكان عبد الناصر قد التقي بالحسيني وأعجب به. ولكن تم رفض دخول قوات اللجنة العربية العليا في الحرب من قبل الحكومة المصرية، لأسباب غير واضحة.


في مايو 1948، أرسل الملك فاروق الجيش المصري إلى فلسطين،وخدم ناصر في كتيبة المشاة السادسة. وخلال الحرب، كتب عبد الناصر عن عدم استعداد الجيش المصري، قائلا:

"تبدد جنودنا أمام التحصينات".

وكان ناصر نائب قائد القوات المصرية المسؤولة عن تأمين الفالوجة. أصيب عبد الناصر بجروح طفيفة في القتال يوم 12 يوليو. وبحلول شهر أغسطس، كان عبد الناصر مع فرقته محاصرين من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن الفرقة رفضت الاستسلام. أدت المفاوضات بين إسرائيل ومصر أخيراً إلى التنازل عن الفالوجة إلى إسرائيل. وفقا لإريك مارغوليس و هو يعمل صحفي ، تحملت القوات المصرية القصف العنيف في الفالوجة، بالرغم من أنها كانت معزولة عن قيادتها. وأصبح المدافعون، بما فيهم الضابط جمال عبد الناصر أبطالا وطنيين حينها.



استضافت المطربة المصرية أم كلثوم احتفال الجمهور بعودة الضباط رغم تحفظات الحكومة الملكية، التي كانت قد تعرضت لضغوط من قبل الحكومة البريطانية لمنع الاستقبال، وزاد ذلك من عزم عبد الناصر على الإطاحة بالملكية. بدأ عبد الناصر كتابة «فلسفة الثورة» أثناء الحصار.


بعد الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرساً في الأكاديمية الملكية العسكرية، وأرسل مبعوثين إلى جماعة الإخوان المسلمين، لتشكيل تحالف معها في أكتوبر سنة 1948، ولكنه اقتنع بعد ذلك بأن جدول أعمال الإخوان لم يكن متوافقاً مع نزعته القومية، وبدأ الكفاح من أجل منع تأثير الإخوان على أنشطته.


أرسل ناصر كعضو في الوفد المصري إلى رودس في فبراير 1949 للتفاوض على هدنة رسمية مع إسرائيل، ويقول عبد الناصر أنه اعتبر شروط الهدنة مهينة، وبخاصة لأن الإسرائيليين تمكنوا من احتلال منطقة إيلات بسهولة بينما هم يتفاوضون مع العرب في مارس 1949.



الثورة و الضباط الأحرار:



الضباط الأحرار بعد الثورة، عام 1953 من اليمين الي اليسار زكريا محيي الدين، عبد اللطيف البغدادي، كمال الدين حسين (واقفا)، ناصر (جالسا)، عبد الحكيم عامر، محمد نجيب، يوسف صديق، وأحمد شوقي.


تزامنت عودة عبد الناصر لمصر مع انقلاب حسني الزعيم في سوريا. وقد شجع نجاحه الواضح عبد الناصر في مساعيه الثورية.


بعد فترة وجيزة من عودته، استدعى رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي عبد الناصر لاستجوابه بشأن شكوك بأنه تم تشكيل مجموعة سرية من ضباط المعارضة؛ نفى عبد الناصر هذه المزاعم بشكل مقنع، وكان عبد الهادي أيضا مترددا في اتخاذ تدابير جذرية ضد الجيش، خصوصا أمام رئيس أركانه، الذي كان حاضرا أثناء الاستجواب، وأفرج عن عبد الناصر في وقت لاحق.


وقد دفع هذا الاستجواب عبد الناصر إلى تسريع أنشطة جماعته بعد سنة 1949، اعتمد الفريق اسم «حركة الضباط الأحرار». قام عبد الناصر بتنظيم «اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار».


تألفت من أربعة عشر رجلاً من مختلف الخلفيات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك ممثلين عن الشباب المصريين، والإخوان المسلمين، والحزب الشيوعي المصري، والطبقة الأرستقراطية. انتخب ناصر رئيسا للجنة بالإجماع.


في الانتخابات البرلمانية لسنة 1950، فاز حزب الوفد بأغلبية المقاعد، ويرجع ذلك إلى غياب جماعة الإخوان المسلمين، الذين قاطعوا الانتخابات.


بدأت الاتهامات بالفساد ضد سياسيي حزب الوفد تطفو على السطح، وانتشرت الشائعات والشكوك حولهم، مما جلب الضباط الأحرار إلى واجهة الحياة السياسية المصرية.


وبحلول ذلك الوقت، كان عدد أعضاء الجمعية قد ارتفع إلى 90 عضوا، ووفقا لخالد محيي الدين:

لم يعرف أحد جميع الأعضاء، ومكانهم في التسلسل الهرمي للجمعية باستثناء ناصر

ورأى ناصر أن الضباط الأحرار لم يكونوا على استعداد للتحرك ضد الحكومة، وظل نشاطه مقتصرا لمدة تقارب العامين على تجنيد الضباط ونشر المنشورات السرية.

في 11 أكتوبر سنة 1951، ألغت حكومة الوفد المعاهدة البريطانية المصرية لعام 1936، والتي أعطت السيطرة لبريطانيا على قناة السويس حتى سنة 1956.




ووفقاً لأنور السادات قرر ناصر حينها شن "حملة اغتيالات على نطاق واسع"

وفي يناير عام 1952، حاول عبد الناصر وحسن إبراهيم قتل حسين سري عامر ببنادقهم الرشاشة، بينما كان يقود سيارته في شوارع القاهرة وبدلا من قتل الضابط، أصاب أحد المهاجمين امرأة مارة بريئة. وذكر ناصر أنه بكى لذلك، وجعله هذا الأمر يعدل عن رأيه.

كان سري عامر مقرباً من الملك فاروق، ورشح لرئاسة نادي الضباط.


كان ناصر مصمماً على استقلال الجيش عن النظام الملكي، وطلب من محمد نجيب الانضمام إلى الضباط الأحرار عن طريق عبد الحكيم عامر. وكان محمد نجيب ضابطًا شعبيًا، قدم استقالته إلى الملك فاروق في عام 1942، وأصيب ثلاث مرات في حرب فلسطين.



ثورة 23 يوليو:


بيان الثورة:

"اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.
أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق".

قادة مصر بعد الإطاحة بالملك فاروق، نوفمبر 1952، من اليسار إلى اليمين: سليمان حافظ، محمد نجيب وناصر



يوم 25 يناير سنة 1952، حدثت مواجهة بين القوات البريطانية وشرطة الإسماعيلية أدت إلى استشهاد أربعين من رجال الشرطة المصرية بالرصاص، ودارت أعمال شغب في القاهرة في اليوم التالي، مما أسفر عن مقتل 76 شخصا. بعد ذلك، نشر ناصر برنامجا من ست نقاط لمصر في مجلة روز اليوسف لتفكيك الإقطاع والقضاء على النفوذ البريطاني. في مايو 1952، تلقى ناصر كلمة تقول بأن الملك فاروق قد عرف أسماء الضباط الأحرار وسيقوم بإلقاء القبض عليهم، فقام عبد الناصر على الفور بتوكيل مهمة التخطيط للاستيلاء على الحكومة إلى زكريا محي الدين، بمساعدة وحدات الجيش الموالية للجمعية.


كان الضباط الأحرار يقولون أن نيتهم ليست تثبيت أنفسهم في الحكومة، وإنما إعادة إنشاء دولة ديمقراطية برلمانية. لم يعتقد عبد الناصر أن ضابطاً من ذوي الرتب المتدنية مثله (مقدم) من شأنه أن يكون مقبولاً من قبل الشعب المصري، واختار لذلك محمد نجيب ليكون قائدا للثورة (اسمياً).


انطلقت الثورة يوم 22 يوليو وأعلن نجاحها في اليوم التالي. استولى الضباط الأحرار على جميع المباني الحكومية، والمحطات الإذاعية، ومراكز الشرطة، وكذلك مقر قيادة الجيش في القاهرة. وكان العديد من الضباط المتمردين يقودون وحداتهم، ارتدى ناصر ملابس مدنية لتجنب القبض عليه عن طريق النظام الملكي.


وفي خطوة لدرء التدخل الأجنبي، أخبر ناصر الولايات المتحدة والحكومة البريطانية قبل يومين من الثورة عن نواياه واتفق معهما على عدم مساعدة فاروق. وتحت ضغط من أمريكا، وافق ناصر على نفي الملك المخلوع مع احتفال تكريمي.


يوم 18 يونيو سنة 1953، تم إلغاء النظام الملكي وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان نجيب أول رئيس لها، توليهم السلطة، أصبح ناصر والضباط الأحرار «أوصياء على مصالح الشعب» ضد النظام الملكي وطبقة «الباشاوات».وطلبوا من رئيس الوزراء السابق علي ماهر قبول إعادة تعيينه في موقعه السابق، وتشكيل مجلس الوزراء بأكمله من المدنيين.


حكم الضباط الأحرار باسم «مجلس قيادة الثورة» عن طريق محمد نجيب رئيساً وجمال عبد الناصر نائبا للرئيس. قام عبد الناصر بالعديد من الإصلاحات كقانون الإصلاح الزراعي، وإلغاء النظام الملكي، وإعادة تنظيم الأحزاب السياسية.


استقال علي ماهر يوم 7 سبتمبر وتولى نجيب دوراً إضافياً وهو رئاسة الوزراء، وعبد الناصر نائباً رئيس الوزراء. وفي سبتمبر، تم وضع قانون الإصلاح الزراعي حيز التنفيذ. و من وجهة نظر عبد الناصر، أعطى هذا القانون مجلس قيادة الثورة هويته وحول الانقلاب إلى ثورة.


قبل تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، في شهر أغسطس عام 1952، اندلعت أعمال شغب يقودها الشيوعيون في مصانع الغزل والنسيج في كفر الدوار، مما أدى إلى اشتباك الجيش معهم ما أسفر عن مقتل 8 جنود و5 من العمال وإصابة 28.


أصر معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة على إعدام اثنين من زعماء أعمال الشغب، رفض ناصر هذا الرأي ومع ذلك، تم تنفيذ الحكم. وقال نجيب في مذكراته «إنني التقيت بهما وكنت مقتنعا ببراءتهما بل وكنت معجبا بشجاعتهما ولكن صدقت على حكم إعدامهما تحت ضغط وزير الداخلية – جمال عبد الناصر – لمنع تكرار مثل هذه الأحداث».


أيد الإخوان المسلمون مجلس قيادة الثورة، وبعد تولي نجيب للسلطة، طالبوا بأربع حقائب وزارية في الحكومة الجديدة. رفض عبد الناصر مطالبهم وبدلاً من إعطائهم أربع حقائب وزارية، منح اثنين من أعضاء الجماعة مناصب وزارية طفيفة.



الخلاف مع نجيب و الطريق الي الرئاسة:


جمال عبد الناصر ومحمد نجيب خلال الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لثورة 1952.


في يناير 1953 تمكن عبد الناصر من التغلب على المعارضة بقيادة نجيب وحظر جميع الأحزاب السياسية.

وأنشأ نظام الحزب الواحد تحت مظلة هيئة التحرير، والأخيرة حركة فضفاضة كانت مهمتها الرئيسية تنظيم مسيرات وإلقاء محاضرات مناؤة لمجلس قيادة الثورة، وتولى عبد الناصر منصب أمينها العام.


وعلى الرغم من قرار حل البرلمان، كان عبد الناصر عضو مجلس قيادة الثورة الوحيد الذي ما زال يفضل إجراء الانتخابات البرلمانية، وفقاً لعبد اللطيف البغدادي (أحد زملائه من الضباط). وظل عبد الناصر ينادي بإجراء الانتخابات البرلمانية في سنة 1956.


في مارس سنة 1953، قاد ناصر الوفد المصري للتفاوض على انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس.

عندما بدأت علامات الاستقلال من مجلس قيادة الثورة تظهر من نجيب، حيث نأى بنفسه عن قانون الإصلاح الزراعي وتقرب إلى الأحزاب المعارضة لمجلس قيادة الثورة مثل: جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد فكر ناصر في تنحيته.

في يونيو، سيطر ناصر على منصب وزير الداخلية بعزل الوزير سليمان حافظ، الموالي لمحمد نجيب، وضغط على نجيب لاختتام إلغاء النظام الملكي.


في 25 فبراير 1954، أعلن نجيب استقالته من مجلس قيادة الثورة بعد أن عقد مجلس قيادة الثورة لقاء رسمياً دون حضوره قبل يومين في 26 فبراير، قبل ناصر استقالة نجيب، وقام بوضع نجيب تحت الإقامة الجبرية في منزله.


وعين مجلس قيادة الثورة ناصر قائداً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء، على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً. وكما أراد نجيب، ثم تمرد على الفور بين ضباط الجيش، وطالبوا بإعادة نجيب وحل مجلس قيادة الثورة.


ولكن في 27 فبراير، أطلق أنصار عبد الناصر في الجيش غارة على القيادة العامة العسكرية، وقاموا بإنهاء التمرد.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، نظم مئات الآلاف من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين مظاهرات، ودعوا لعودة نجيب وسجن عبد الناصر.

وأيضا طالبت مجموعة كبيرة داخل مجلس قيادة الثورة، بقيادة خالد محيي الدين، بإطلاق سراح نجيب وعودته إلى رئاسة الجمهورية ، واضطر ناصر إلى الإذعان لمطالبهم، ولكنه أجل إعادة نجيب حتى 4 مارس، وقام بتعيين عبد الحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة، وكان هذا المنصب في يد محمد نجيب قبل عزله.


يوم 5 مارس، قامت قوات الأمن التابعة لعبد الناصر بالقبض على الآلاف من المشاركين في المظاهرات الداعية لعودة نجيب. نجح مجلس قيادة الثورة في إثارة المستفيدين من الثورة، أي العمال والفلاحين حيث قاموا بتنظيم مظاهرات كبيرة، لمعارضة قرارات نجيب، التي ألغى فيها قانون الإصلاح الزراعي وعدة إصلاحات أخرى. سعى نجيب لقمع المظاهرات، ولكن تم رفض طلباته من قبل رؤساء قوات الأمن.


يوم 29 مارس، أعلن ناصر إلغاء قرارات نجيب «ردا على طلب الشارع». بين أبريل ويونيو، تم اعتقال وفصل مئات من مؤيدي نجيب في الجيش، وكان محيي الدين منفيا في سويسرا بصورة غير رسمية (لتمثيل مجلس قيادة الثورة في الخارج)

حاول الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية إصلاح العلاقات بين عبد الناصر ونجيب، ولكن دون جدوى.


محاولة اغتياله:


في 26 أكتوبر 1954، حاول محمود عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اغتيال عبد الناصر، عندما كان يلقي خطاباً في الإسكندرية للاحتفال بالانسحاب العسكري البريطاني. كان المسلح بعيدا عنه بـ 25 قدماً (7.6 متر)، وأطلق ثماني طلقات، ولكن جميع الطلقات لم تصب ناصر. اندلعت حالة من الذعر بين الجمهور، لكن ناصر رفع صوته وطلب من الجماهير الهدوء، وصاح بما يلي:


"فليبق كل في مكانه أيها الرجال، فليبق كل في مكانه أيها الرجال، حياتي فداء لكم، دمي فداء لكم، سأعيش من أجلكم، وأموت من أجل حريتكم وشرفكم، إذا كان يجب أن يموت جمال عبد الناصر، يجب أن يكون كل واحد منكم جمال عبد الناصر، جمال عبد الناصر منكم ومستعد للتضحية بحياته من أجل البلاد".

أتت محاولة الاغتيال بنتائج عكسية و كسب تعاطف الكثير من داخل مصر و الوطن العربي وبعد عودته إلى القاهرة، أمر عبد الناصر بواحدة من أكبر الحملات السياسية في التاريخ الحديث لمصر، فتم اعتقال الآلاف من المعارضين، ومعظمهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والشيوعيين، وتمت إقالة 140 ضابطاً موالياً لنجيب. وحكم على ثمانية من قادة الإخوان بالإعدام.


تمت إزالة محمد نجيب من رئاسة الجمهورية ووضع تحت الإقامة الجبرية، ولكن لم تتم محاكمته، ولم يقم أحد في الجيش بالدفاع عنه. وبعد تحييد منافسيه، أصبح عبد الناصر الزعيم في مصر بلا منازع.


كان لا يزال عدد مؤيدي عبد الناصر قليلون العدد و لا يضمن له الحفاظ على خططه الإصلاحية، وسعيه للبقاء في السلطة.


فقام عبد الناصر بإلقاء عدة خطب في أماكن مختلفة في البلاد، للترويج لنفسه ولهيئة التحرير و قام بفرض ضوابط على الصحافة، وأعلن أن جميع المنشورات والصحف لابد أن تلقى موافقته عليها لمنع «الفتنة».غنى كل من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وبعض المطربين العرب البارزين في هذا العصر عدة أغاني تشيد بقومية عبد الناصر. وأنتجت عدة مسرحيات تشوه سمعة خصومه السياسيينووفقاً لبعض معاونيه، دبر عبد الناصر الحملة بنفسه. وبدأت القومية العربية تظهر بشكل متكرر في خطاباته في سنتي 1954 - 1955. ثم في يناير 1955 عين رئيساً لمجلس قيادة الثورة.


قام عبد الناصر بعمل اتصالات سرية بغرض السلام مع إسرائيل في سنتي1954 - 1955 ، لكنه صمم بعد ذلك على أن السلام مع إسرائيل مستحيل، واعتبر أنها «دولة توسعية تنظر للعرب بازدراء».


يوم 28 فبراير 1955، هاجمت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، الذي كانت تسيطر عليه مصر في ذلك الوقت، وأعلنت إسرائيل أن هدفها هو القضاء على الغارات الفدائية الفلسطينية. شعر عبد الناصر بأن الجيش المصري ليس على استعداد للمواجهة ولم يرد عسكرياً. كان فشله في الرد على العمل العسكري الإسرائيلي ضربة لشعبيته المتزايدة.


في وقت لاحق أمر ناصر بتشديد الحصار على الملاحة الإسرائيلية من خلال مضيق تيران. قام الإسرائيليون بإعادة عسكرة منطقة عوجة الحفير منزوعة السلاح على الحدود المصرية في 21 سبتمبر.


اتساع رقعة شعبيته وكفاحه ضد الاستعمار الاوروبي :


توسط ناصر في مناقشات المؤتمر بين الفصائل الموالية للغرب، والموالية للاتحاد السوفييتي.

وسعت جهود عبد الناصر للتصدي للاستعمار في أفريقيا وآسيا وتعزيز السلام العالمي في ظل الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفياتي. قدم عبد الناصر الدعم من أجل استقلال تونس والجزائر والمغرب عن الحكم الفرنسي، ودعم حق عودة الفلسطينيين لمنازلهم، ودعى لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. نجح في الضغط على الحضور لتمرير قرارات بشأن كل من هذه القضايا، وأبرز مكاسبه كان ضمان الدعم القوي من الصين والهند.


بعد مؤتمر باندونج، أعلن ناصر رسميا «الحياد الإيجابي» لمصر بشأن الحرب الباردة وتم استقبال عبد الناصر من قبل حشود كبيرة من الناس غطت شوارع القاهرة لدى عودته إلى مصر في 2 مايو، وتم الإعلان على نطاق واسع في الصحافة عن إنجازاته وقيادته للمؤتمر. ونتيجة لذلك، تعززت مكانة عبد الناصر إلى حد كبير كما زادت ثقته في نفسه.


الرئاسة و دستور 56:

وفى ٢٤ يونيه ١٩٥٦ انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦ ـ أول دستور للثورة.

وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى محاولة الانفصال التي قام بها أفراد من الجيش السوري في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١.


تأميم قناة السويس والأزمة التي شهدتها:


اصطدمت سياساته الخارجية والداخلية المستقلة بشكل متزايد مع المصالح الإقليمية لكل من المملكة المتحدة وفرنسا. أدانت الأخيرة دعمه القوي لاستقلال الجزائر، واهتاجت حكومة أنطوني إيدن في المملكة المتحدة من حملة عبد الناصر ضد حلف بغداد.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى تمسك عبد الناصر بالحياد بشأن الحرب الباردة، والاعتراف بالصين الشيوعية، وصفقة الأسلحة مع الكتلة الشرقية إلى انزعاج للولايات المتحدة.

في 19 يوليو 1956، سحبت الولايات المتحدة وبريطانيا فجأة عرضهما لتمويل بناء سد أسوان، حيث عبرتا عن خوفهما من أن الاقتصاد المصري سوف ينهار نتاج هذا المشروع.


تعرضت الدولة المصرية لنوع من انواع الأبتزاز السياسي نتيجة استقلالية سياستها وعدم التحيز للغرب و دعوات عبد الناصر التحريرية ضد الاستعمار الانجليزي والفرنسي في جموع افريقيا والدول العربية.


قرار التأمين:


أُبلِغ ناصر بالانسحاب البريطاني الأمريكي بينما كان على متن طائرة العودة إلى القاهرة من بلغراد.

في 26 يوليو 1956 قدم ناصر خطابا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية.


معني التأميم:


تأميم قناة السويس يعني نقل الملكية من الحكومة الفرنسية إلى الحكومة المصرية مقابل تعويضات تمنح للأجانب.

وقد تم ذلك في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر وذلك في 26 يوليو عام 1956 وذلك بسبب رفض البنك الدولي تمويل الحكومة المصرية لبناء السد العالي. وكان تأميم قناة السويس سبباً للعدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر.

ووسط حديثه، ندد ناصر بالإمبريالية البريطانية في مصر والسيطرة البريطانية على أرباح شركة القناة، وتمسك بحق الشعب المصري في السيادة على الممر المائي، خاصة وأن 120,000 مصري قد مات في سبيل إنشائه.

وكان في استقبال إعلان تأميم القناة تأييد واسع من قبل الجمهور في مصر، وفي جميع أنحاء الوطن العربي، نزل الآلاف إلى الشوارع مرددين هتافات داعمة لهذا القرار.

ملحوظة: أدي تأميم قناة السويس الي العدوان الثلاثي علي مصر و هو ما ساقوم بسرده بالتفاصيل في فقرة "حروبه":


تأثير افكاره علي الدول المحيطه بمصر:


لبنان


حدثت اشتباكات بين الفصائل المؤيدة لعبد الناصر و المعارضة له، ومنهم الرئيس كميل شمعون. بلغت الاشتباكات ذروتها خلال أزمة سنة 1958 في مايو.

طالبت الفصائل اليسارية المؤيدة لعبد الناصر بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة، بينما أرادت الفصائل اليمينية المعارضة له استمرار استقلال لبنان.


فوض ناصر عبد الحميد السراج الإشراف على هذه القضية، فقدم السراج مساعدات محدودة لأنصار ناصر اللبنانيين تتمثل في المال، والأسلحة الخفيفة، وتدريب الضباط، وكان ذلك أقل من «الدعم واسع النطاق» الذي زعمه شمعون. لم يطمع عبد الناصر في لبنان، حيث رأى أنها «حالة خاصة»، لكنه سعى لمنع حصول شمعون على فترة رئاسية ثانية.


العراق


يوم 14 يوليو، أطاح ضابطا الجيش العراقي عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف بالنظام الملكي العراقي، وفي اليوم التالي، قتل رئيس الوزراء العراقي المعارض لناصر، نوري السعيد.


اعترف ناصر بالحكومة الجديدة وقال «ان أي هجوم على العراق بمثابة هجوم على الجمهورية العربية المتحدة». وفي 15 يوليو، هبطت قوات مشاة البحرية الأميركية في لبنان، والقوات الخاصة البريطانية في الأردن، بناء على طلب حكومتي البلدين لمنعهما من السقوط بيد القوات الموالية لعبد الناصر.
رأى ناصر أن الثورة في العراق فتحت الطريق أمام الوحدة العربية. وفي 19 يوليو، للمرة الأولى، أعلن أنه اختار «اتحادا عربيا كاملا»، على الرغم من أنه لم يكن لديه خطة لدمج العراق مع الجمهورية العربية المتحدة.
في حين فضل معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة العراقي وحدة وطنية عراقية.
سعى قاسم للحفاظ على استقلال العراق، حيث كان مستاءً من القاعدة الشعبية الكبيرة لعبد الناصر في البلاد، وهذا ما دعى أن تكون القاهرة مقرا للاجئين السياسيين العرب في تلك الفترة، وكان له لقاء بصدام حسين كمعارض لنظام الحكم القاسمي، حيث قدم له بعض النصائح في العمل السياسي القومي.

تعقيب وهنا كان من الواضح فشل ما يدعي بالتحالف العربي او الوحده العربية او القومية العربية التي دائما لا تاتي باي ثمار او تقدم و تدعو الي مزيد من الحقد والاقتتال كما حدث في لبنان و فشل الوحدة مع سوريا

حيث انها كانت واحده من أخطاء جمال عبد الناصر التي لم يكن هناك لاي داعي اليها.



سوريا


في خريف سنة 1958، شكل ناصر لجنة ثلاثية تتكون من زكريا محي الدين، الحوراني، وصلاح البيطار للإشراف على التطورات في سوريا بنقله الأخيرين (الذين كانا بعثيين) إلى القاهرة، حيد ناصر أهم الشخصيات السياسية التي تمتلك أفكارا مستقلة حول الطريقة التي يجب أن تدار بها سوريا حول السراج سوريا لدولة بوليسية من خلال سجن ونفي ملاك الأراضي الذين اعترضوا على إدخال الإصلاح الزراعي المصري إلى سوريا، وكذلك فعل مع الشيوعيين.


في أعقاب الانتخابات اللبنانية التي فاز بها فؤاد شهاب في سبتمبر عام 1958، تحسنت العلاقات بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة إلى حد كبير.

وفي 25 مارس 1959، التقى شهاب وناصر على الحدود اللبنانية السورية، مما وضع حدا للأزمة اللبنانية.


بحلول ديسمبر، أصبح الوضع السياسي في سوريا أكثر تعثرا، واستجاب ناصر لذلك بتعيين عامر كحاكم عام لسوريا جنبا إلى جنب مع السراج. عارض زعماء سورية هذا القرار واستقال العديد منهم من وظائفهم الحكومية. التقى ناصر في وقت لاحق مع زعماء المعارضة، وفي لحظة ساخنة، هتف بأنه الرئيس «المنتخب» للجمهورية العربية المتحدة، وأولئك الذين لم يقبلوا سلطته يمكنهم أن «يذهبوا بعيدا».


انهيار الوحدة مع سوريا:


يوم 28 سبتمبر 1961، شنت وحدات انفصالية من الجيش بقيادة مدير مكتب المشير عامر عبد الكريم النحلاوي انقلابا في دمشق، معلنة انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة،و ردا على ذلك اشتبكت معهم وحدات الجيش الموالية للاتحاد في شمال سوريا، وحدثت مظاهرات مؤيدة لناصر في المدن السورية الكبرى.


أرسل ناصر القوات الخاصة المصرية إلى اللاذقية لدعم حلفائه، لكنه انسحب منها بعد يومين، معللا ذلك برغبته عدم حدوث قتال بين الدول العربية.

وقبل ناصر انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة يوم 5 أكتوبر وأعلن أن مصر سوف تعترف بالحكومة السورية المنتخبة، وألقى باللوم في تفكك الوحدة على التدخل من قبل الحكومات العربية المعادية له.


انجازته ومشاريعه الاقتصاديه:


شهدت مصر نهضة اقتصادية خلال عهد جمال عبد الناصر، وتنفيذ مشروعات قومية كبرى ساهمت في النهوض بالاقتصاد المصرى، ولعل أهما بناء السد العالى، وتأميم قناة السويس، والنهضة الصناعية ببناء أكثر من 1000 مصنع، بالإضافة لاهتمام بالنهضة الزراعية وإصدار قانون الإصلاح الزراعى الذى ضمن لكل فلاح 5 فدان.


حروبه:


من اكثر النقاط التي تم اثارتها يقال دائما ان جمال عبد الناصر هو اسطورة الهزائم وقد تم هزيمته في جميع الحروب التي دخلها فهل هذا الكلام صحيح؟! لنري .. خاض جمال عبد الناصر 4 حروب هم:


1. العدوان الثلاثي أو حرب 1956 كما تعرف في مصر والدول العربية أو أزمة السويس أو حرب السويس كما تعرف في الدول الغربية أو حرب سيناء أو حملة سيناء أو العملية قادش كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956


تأمرت كل من بريطانيا و فرنسا و اسرائيل علي مصر وشنت هجوما موحدا علي الدولة المصريه بسبب دعم مصر جمال عبد الناصر للثورة الجزائرية و تاميم قناة السويس ودعمه للدول ضد الاستعمار.


بلغ حجم القوات المشتركة من الدول الثلاث:

  • قوات برية: 38 لواء، 750 دبابة، 2510 مدفع.

  • قوات بحرية: بارجة واحدة، 7 حاملات طائرات، 8 طرادات، 20 مدمرة، 20 فرقاطة، 9 غواصات، 22 زورق طوربيد، 134 سفينة أخرى.

  • قوات جوية: 28 سرب مقاتلات، 25 سرب قاذفات مقاتلة، 23 سرب قاذفات، 19 سرب طائرات نقل جوي، 10 أسراب طائرات استطلاع، سرية هليكوبتر اقتحام، 5 أسراب إمداد جوي واتصال.

التمهيد للهجوم:

في 25 أكتوبر 1956 صدر القرار النهائي بتنفيذ «الخطة موسكتير المعدلة النهائية»، فبدأت قوات العدوان التحرك من قواعدها بالجزائر وجنوب فرنسا واستأنفت طائرات المستير الفرنسية رحلاتها المتجهة إلى إسرائيل، وأعلن أن تحركات الأسطول البريطاني الفرنسي ليست إلا مناورة تدريبية. قامت إسرائيل كذلك بتعبئة قواتها سرًا على مراحل متتالية وأعدت ترتيباتها النهائية للحرب، وأخطرت شركاءَها أن «العملية قادش» سوف تبدأ يوم 29 أكتوبر كما هو محدد. وقطعت الدول الثلاث اتصالاتها مع واشنطن -التي كانت ترفض مبدأ استخدام القوة ضد مصر- وأصبح موعد بدء التنفيذ يوم 7 أو 8 نوفمبر خاصة أنه يعقب الانتخابات الأمريكية المنعقدة في 6 نوفمبر بيوم واحد، كان هناك اعتقاد أن الولايات المتحدة ستغض الطرف عن الهجوم بعد انتهاء الانتخابات. وإمعاناً في تضليل الأجهزة المراقبة للتحركات الإسرائيلية أثيرت بلابل سياسية في الأردن، وحشدت القوات الإسرائيلية بعض قواتها على الجبهة الأردنية لجذب الانتباه، كما كان يوم الهجوم مقررًا كموعدٍ لاجتماعٍ مقررٍ عقده في جنيف بين محمود فوزيوسلوين لويد وكريستيان بينو، بحضور همرشولد لإعطاء مصر الأمل في حل سياسي لن يحدث كما ظهر لاحقاً.

الموقف في سيناء

كان الموقف العسكري في سيناء مكشوفًا، فتحسبًا للتهديدات البريطانية الفرنسية بإنزال قواتٍ في منطقة القناة أصدرت القيادة المصرية الأوامر إلى قواتها في سيناء بالانسحاب في الفترة من أغسطس إلى منتصف أكتوبر 1956 -عندما كانت أزمة السويس على أشدها- خشية تبعثر قوات الجيش في الصحراء بين الحدود ومنطقة القناة وإمكانية حصارها وعزلها في حالة هجوم بريطاني فرنسي. ولم يبق في سيناء سوى ست كتائب (اثنتان في أم قطف، واثنتان في الشيخ زويد، واثنتان في العريش).


الخطة الإسرائيلية

تلخصت الخطة الإسرائيلية في إسقاط كتيبة مظلات من اللواء 202 مظلات فوق صدر الحيطان، ثم يزحف باقي اللواء على محور الكونتيلا - نخل - صدر الحيطان، لينضم إلى الكتيبة التي أسقطت شرق ممر متلا، وبعد تنفيذ الضربة الجوية الأنجلو-فرنسية تتقدم المجموعة 38 عملياتالمكونة من (اللواء 7 مدرع، اللواء 4 مشاة، اللواء 10 مشاة، اللواء 37 ميكانيكي) للاستيلاء على «أم قطف»، بينما تتقدم المجموعة 77 عمليات المكونة من (اللواء 27 مدرع، اللواء 1 مشاة، اللواء 11 مشاة) لاحتلال رفح والعريش، ووضع تحت قيادة تلك المجموعة أيضًا اللواء 12 مشاة المكلف بالهجوم على قطاع غزة، ثم تواصل المجموعتان الزحف حتى يصلا إلى 16 كيلو متر شرق القناة حيث يتوقفان هناك، وفي الجنوب تتقدم مجموعة اللواء 9 ميكانيكي من إيلات إلى شرم الشيخ. وخصص اللواء 10 مشاة كاحتياطي قريب للمجموعة 38 عمليات، والألوية 8، 16، 17 مشاة كاحتياطي عام للقيادة الجنوبية.

بدء العمليات

بدأ الهجوم الإسرائيلي في الساعة الخامسة ظهرًا يوم 29 أكتوبر 1956، بعد أربعة أيام من توقيع بروتوكول سيفرز. وأعلنت إسرائيل أن هذا التحرك العسكري جاء ردًا على اعتداء الجيش المصري على خطوط المواصلات الإسرائيلية في البر والبحر بهدف تدميرها وحرمان المواطنين الإسرائيليين من الحياة الآمنة وفوجئت القيادة المصرية بالهجوم حيث كانت تحت تصور أن مشكلة القناة في طريقها إلى حل سياسي.

الإنذار الأنجلو-فرنسي

حتى صباح يوم 30 أكتوبر 1956 كانت القيادة المصرية تستبعد نظرية التواطؤ الثلاثي، وذلك حتى ظهرت طائرات بريطانية في الأجواء المصرية، وتأكدت الشكوك حينما دُعي السفيران المصريان في لندن وباريس في اليوم ذاته إلى وزارتي الخارجية في العاصمتين ليتسلم كل منهما إنذاراً بريطانياً فرنسياً يطالب كلاً من مصر وإسرائيل بالابتعاد بقواتها عشرة أميال عن قناة السويس حتى لايتعرض المرفق الدولي للخطر، وبناءً على ذلك فإنهما يطلبان من حكومة مصر أن:

  • توقف فورًا كل الأعمال الحربية في البر والبحر والجو.

  • تسحب كل القوات المصرية إلى مسافة عشرة أميال غرب القناة.

  • تحتل قوات بريطانية وفرنسية مواقع رئيسية في بورسعيد والإسماعيلية والسويس لضمان حرية الملاحة في القناة وحتى يمكن فصل القوات المتحاربة.

وإذا لم يتم الرد على هذه المكاتبة خلال اثنتي عشرة ساعة بالتعهد بالتنفيذ من قبل إحدى الحكومتين (المصرية أو الإسرائيلية) أو كلتيهما فإن بريطانيا وفرنسا ستتدخل بأي قوات تراها ضرورية لضمان التنفيذ.


ردت إسرائيل بالإيجاب على الإنذار الثنائي شريطة أن يصل رد إيجابي من مصر، وهو ما لم يحدث حيث ردت مصر برفضها قبول الإنذار. في الوقت نفسه أرسلت الولايات المتحدة برقية إلى إسرائيل تطلب فيها سحب القوات الإسرائيلية وعندما لم تتلق ردًا من إسرائيل طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن قُدم فيه مشروع قرار بأن تسحب إسرائيل قواتها، وأن تمنتع الدول الأخرى عن استخدام القوة أو التهديد بها، واستخدمت بريطانيا وفرنسا حق الفيتو ضد هذا القرار.


الموقف الدولي من الحرب

موقف الأمم المتحدة

قرار 2 نوفمبر

قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في 1 نوفمبر 1956 نصت فقراته التنفيذية على:

  1. على جميع الأطراف المتشابكة قبول وقف إطلاق النار والكف عن نقل القوات العسكرية والأسلحة إلى هذه المنطقة.

  2. سحب القوات إلى ما وراء خطوط الهدنة، والكف عن القيام بغارات عبر خطوط الهدنة على الأراضي المجاورة ومراعاة نصوص اتفاقيات الهدنة بدون تردد.

  3. توصى جميع الدول بالامتناع عن إدخال المواد الحربية إلى منطقة الأعمال العدوانية، وأن تمتنع بصفة عامة عن القيام بأي أعمال قد تؤخر أو تمنع تنفيذ هذا القرار.

  4. يُحث على اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة فتح القناة وإعادة تأمين حرية الملاحة بها بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.

  5. يُطلب من الأمين العام أن يُراعي وأن يُبلغ مجلس الأمن والجمعية العامة على الفور بمدى الامتثال لهذا الاقتراح لاتخاذ أي إجراء آخر يريانه مناسباً طبقاً لميثاق الأمم المتحدة.

  6. تظل الجمعية العامة منعقدة في جلسة طارئة امتثالاً لهذا القرار.

وافقت الجمعية العامة على المشروع الأمريكي في 2 نوفمبر بأغلبية 64 صوتًا ضد خمسة أصواتٍ هي (بريطانيا، فرنسا، إسرائيل، أستراليا، نيوزيلندا)، وامتناع ست دول عن التصويت. أبلغت مصر الأمين العام في نفس اليوم قبولها القرار، وأعلن الأمين العام ذلك في 3 نوفمبر مع احتفاظ مصر لنفسها بالحق في عدم تنفيذ أحكامه إذا ظلت القوات المهاجمة توالي عدوانها. وشُكلت لجنة ثلاثية لمراقبة التنفيذ ضمت كلًا من رالف بانش وإيليا تشيرليشيف وقسطنطين ستافروبولوس

اقتراح قوة طوارئ الدولية

سعت الدبلوماسية الكندية بقيادة ليستر بيرسون لإيجاد مخرج للأزمة يخفف من حدة الصدام بين الحلفاء الغربيين، فاقترح تشكيل قوة دولية تكون أداة فعالة لفرض قرارات الأمم المتحدة، ووافقت الجمعية العامة على المشروع الكندي في 4 نوفمبر بأغلبية 57 صوتًا وامتناع باقي الدول ودون اعتراضات، وتمت الموافقة كذلك على تعيين الجنرال تومي بيرنز قائداً للقوة الدولية الجديدة، وشُكلت لجنة لبحث تنفيذ القرار كانت فيه الهند لسان مصر والتي أصرت على عدم انضمام أي قوات بريطانية أو فرنسية إلى القوات الدولية.

الموقف العربي

وقف العديد من الدول العربية بجانب مصر أمام العدوان معتبرين أن إخضاع مصر معناه إخضاع العالم العربي، فوضعت سوريا مواردها تحت تصرف مصر، وأعلنت التعبئة العامة والأحكام العرفية، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية ببريطانيا وفرنسا، ونسفت كل من الأردن وقطر أنابيب البترول، وتظاهر العرب في الكويت والبحرين ضد الإنجليز وهددوا بتعطيل العمل في آبار النفط.


اما الموقف في العراق فقد كان على النقيض، فقد اتسم موقف الحكومة العراقية بالتشفي من مصر وجمال عبد الناصر بشكل علني وصريح، وراحت الإذاعة العراقية تحاول صرف أنظار الشعب عن العدوان الذي دعته بالتطورات والملابسات السياسية، كما راحت الإذاعة تبث الأغاني الممجوجة، التي كان التشفي ينبعث منها مما أثار سخط واستنكار وتقزز الشعب منها، ومن الحكومة المتواطئة مع الإمبريالية، والتي سخرت مطاراتها للطائرات البريطانية ومستشفياتها لجرحى المعتدين، وضخت النفط إلى ميناء حيفا في إسرائيل لتجهيز طائرات وجيوش المعتدين بالوقود، وقد كان نوري السعيد رئيس وزراء العراق في لندن حينما أعلن عبد الناصر تأميم قناة السويس، واجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدن حاثًا إياه على ضرب مصر، وبرهنت الحوادث على أن نوري السعيد كان على علم مسبق بقرار الهجوم على مصر، وعاد إلى بغداد مسرعاً، ليقوم بدوره المرسوم في دعم العدوان.


وفي السعودية أُعلنت التعبئة، وأرسل الملك سعود برقية إلى الرئيس عبد الناصر أكد فيها أن قوات وإمكانيات المملكة حاضرة لمعاونة مصر، وأرسل إلى مصر قوة عسكرية من المتطوعين أطلق عليها «المجاهدين السعوديين للدفاع عن الوطن العربي» كان من بين أفرادها الأمير سلمان بن عبد العزيز (أمير الرياض)، والأمير فهد بن عبد العزيز (وزير المعارف)، والأمير سلطان بن عبد العزيز، والأمير عبد الله الفيصل (وزير الداخلية)، وقطعت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا، ومنعت جميع الطائرات التابعة لشركات رأسمالها فرنسي أو بريطاني من الطيران في أجوائها، كما أوقفت شحن النفط إليهما، وأوقفت ضخ النفط لمعامل التكرير بالبحرين التي كانت تحت الحماية البريطانية. وأرجئ الاحتفال المقرر في 12 نوفمبر بمناسبة تولي الملك سعود مقاليد الحكم، وجرى تخصيص المبالغ المقررة له للمجهود الحربي العربي. كما لجأ الملك سعود لممارسة الضغوط السياسية على الولايات المتحدة، وطلب من أيزنهاور التدخل السريع والفوري لإيقاف العدوان، وعندما اجتمعت القمة العربية في لبنان لتأييد مصر ودعمها ضد العدوان ولم يحضرها عبد الناصر لظروف الحرب



قال الملك سعود: «إننا نؤيد كل التأييد مصر، إننا نمثل في هذا الاجتماع الرئيس عبد الناصر لأنه وضع ثقته فينا جميعًا، ونرجو من الله أن يوفقنا لأجل نصرة العرب».

الموقف السوفييتي


في 5 نوفمبر بعث نيكولاي بولجانين ببرقية إلى مجلس الأمن يطلب فيها انعقاد المجلس بصفة عاجلة لبحث العدوان الجديد وعدم تنفيذ بريطانيا وفرنسا وإسرائيل قرار وقف إطلاق النار.

أشار السوفييت خلال انعقاد المجلس في نفس اليوم إلى أنه إزاء عجز الجمعية العامة عن عمل أي شيء فإن على كل أعضاء الأمم المتحدة وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن تقديم العون العسكري لمصر في حال إصرار الدول الثلاث على تحدي القرارات المتخذة وعدم تنفيذها في الأوقات المحددة. وأُرسلت الإنذارات السوفييتية إلى الدول الثلاث، وكذلك أُرسلت رسالة سوفييتية إلى الولايات المتحدة تقترح التدخل العسكري المشترك، فازدادت المخاوف العالمية من التهديدات السوفييتية، وعند التصويت على الطلب السوفييتي رفض لعدم حصوله على أغلبية الأصوات، وكذلك رفضت كل من بريطانيا وفرنسا التهديدات السوفييتية واستمرتا في أعمالهما العسكرية.

الموقف الأمريكي

رغم الاعتراضات الأمريكية على نهج السياسة المصرية إلا أن الولايات المتحدة لم تكن تؤيد العمل العسكري ضد مصر، ورأت أن من الأنسب استخدام الضغوطات الاقتصادية وفرض العقوبات. وعقب إعلان الإنذار الأنجلو-فرنسي لمصر وإسرائيل بعث أيزنهاور رسالتين حادتي اللهجة إلى رئيسي الوزراء البريطاني والفرنسي، وكذلك بعث برسالة إلى إسرائيل ينهرها ويهددها بموقف مضاد في الأمم المتحدة. وصدر قرار 2 نوفمبر عن الأمم المتحدة بمساعٍ أمريكية. وصرح أيزنهاور بأن واشنطن عارضت منذ البداية اللجوء لاستخدام القوة وأنها لم تُستشر من قبل المعتدين وستسعى لإنهاء الصراع بالطرق السلمية.

موقف دول أخرى


كانت الصين من الدول السباقة إلى إدانة العدوان فأعلنت في 31 أكتوبر «أن مصر لن تقاوم العدوان وحدها، ولكن ستقف معها كافة الشعوب المحبة للسلام في أفريقيا وآسيا»، وفي 4 نوفمبر طالبت الصين في إنذار جديد بوقف جميع العمليات العسكرية وانسحاب المعتدين، وقدمت كذلك هدية من شعب الصين لمساعدة مصر تمثلت في مبلغ عشرين مليون فرنك سويسري. وفي الهند أعلنت الحكومة في 31 أكتوبر أنها تعتبر العدوان الإسرائيلي والإنذار المشترك خرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، وقد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق مالم يتداركه العقلاء، وللضغط على الحكومة البريطانية أبلغ نهرو الحكومة البريطانية أن الهند ستجد نفسها مضطرة إلى الانسحاب من الكومنولث البريطاني. حتى الدول الموالية للغرب نددت بالعدوان فأعلن حسين سهروردي في 3 نوفمبر «أن العدوان تهديد للعالم الإسلامي أجمع، وأن الشعور في باكستان توتر بعد العدوان على مصر».

الموقف الداخلي البريطاني

أوجدت صدمة الحرب أثراً بالغاً في الداخل البريطاني، وهوجمت الحكومة في مجلس العموم من قبل المعارضة بشكل لم تشهده من قبل، وتعالت أصوات الاستهجان التي استنكرت الهجوم على شعب أعزل، وامتعضت من المرارة التي ستخلفها الحرب، وأعلن أنتوني نوتينغ «وزير الدولة للشؤون الخارجية» استقالته، وأصبح رئيس الوزراء البريطاني محاصراً بين الرفض الدولي والرفض الداخلي لقرار الحرب، وواجهت بريطانيا أزمة مالية خانقة نظرًا لتدهور قيمة الجنيه الاسترليني وانخفاض احتياطي الذهب.

وقف إطلاق النار

تحت الضغوط السوفييتية والأمريكية والكندية وحتى في الداخل البريطاني، ومع تماسك الجبهة الداخلية المصرية وصمودها أمام العدوان وتضامن الشعوب العربية معها، ونجاح مصر في اكتساب تعاطف الرأي العالمي وإدانة العدوان، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي ألمت ببريطانيا نتيجة الحرب، وتلميح الولايات المتحدة برفض مساعدتها اقتصاديًا مع إصرارها على موقفها، وتأكد الحكومتين البريطانية والفرنسية من الخسائر التي ستتعرضان لها في حال استمرتا في تنفيذ خطتهما، رضختا لقرار وقف إطلاق النار اعتبارًا من ليلة 6 نوفمبر ويوم 7 نوفمبر، إلا أن القتال استمر في بورسعيد ولم يتوقف فعلياً إلا مساء يوم 8 نوفمبر بعد تدخل الأمين العام للأمم المتحدة.



"و الان بعد ان قرأت كل شئ تقريبا عن حرب 56 فهل تعتبر هذه هزيمة اين المنطق تصمد امام 3 دول من الاقوي في العالم وتجبرهم علي الانسحاب و تكسب تاييد العالم كله تقريبا وتجبر الولايات المتحدة و السوفيت علي توجيه انذارات للدول المعتدية اما بورسعيد فهي قصة اخري اعجز عن وصفها و اعطاء حقها فكانت بورسعيد وحدها المدينة الصغيرة تحارب جيوش 3 دول لوحدها نيابة عن الدولة المصرية كلها فشلت ال 3 دول في تحقيق اي هدف سياسي لها و انسحبت خاسئة وكسبت مصر ناصر تأييد و دعم و احترام العالم فاي دولة تدخل حرب فهي تدخل لتنفيذ هدف ما سياسي او عسكري بالقوة و ال 3 دول فشلوا في تحقيق اي هدف من اهدافهم فبالله اين الهزيمة في ذالك؟!! الا انها ثمن يدفع نتيجة الحرية و المقاومة فلم تستطع اي دولة من الثلاث اجبار مصر علي تغيير سياستها حتي لو بالقوة الغاشمة". وللامانه و علي الاقل من وجهة نظري هذه الحرب فرضت علي مصر نتيجة استرداد قناتها و الدفاع عن سياستها المستقلة.


حرب اليمن ثورة 26 سبتمبر اليمنية 1962:


ثورة 26 سبتمبر أو حرب اليمن أو حرب شمال اليمن الأهلية هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية اليمنية في شمال اليمن عام 1962 وقامت خلالها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970).

وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية. بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك.

تلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم من السعودية والأردن وبريطانيا وتلقّى الجمهوريين الدعم من مصر بقيادة جمال عبد الناصر. وقد جرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية.

فكانت الدولة اليمنية غارقة في دوامة التخلف والتاخر نتيجة نظام حكم الامامة الرجعي وهنا نجد ان اعداء جمال عبد الناصر يستغلون حرب اليمن التي ارسلت اليها مصر حوالي 70 الف جندي في الطعن فيه و في شخصه بسبب ما يشاع عن خسائر الارواح الفادحه في صفوف الجيش و المبالغ الطائله التي تم صرفها علي هذه الحرب.

وهنا سوف اسرد لك راي شخصية من اعظم الشخصيات العسكرية المصرية وساعرض عليك رأيه السياسي و العسكري في تلك الحرب و هو الفريق سعد الدين الشاذلي.


رأيه العسكري في الحرب:


في احد لقائته لقناة شهيرة انزعج الشاذلي من التقيمات المبالغ فيها و المغلوطة عن عمليات الجيش المصري باليمن مؤكدا ان الجيش المصري خسر فقط طيلة الحرب 1000 شهيد و ما بين 3000 الي 4000 جريح بعيدا عن اي ارقام اخري مبالغ فيها و هدفها التشويه فقط اكد ايضا ان مصر قد انقذت اليمن مننظام رجعي متخلف و اعادت اليمن الي علي حد وصفه "النسيج العربي" وقامت جمهورية مصر العربية بتزويد الثوار والمقاتلين الجمهورين بالسلاح و المال مما ادي في النهاية الي سقوظ نظام الامامة وانتصار الجمهوريين و تحرير عدن واعلان الجمهورية اليمنية فاين الهزيمة في احداث كهذه؟!! نعم مصر خسرت ما بين 3000 الي 4000 شهيد و جريح منم 1000 فقط شهيد لكن حققت مكاسبها السياسة التي دخلت الحرب من اجلها و هي محاربة الوجود الانجليزي و سقوط نظام الامامه و سقوط المملكة المتوكلية اليمنية واعلان الجمهورية اليمنية فبالتي و رغم الخسائر الا انها لا تعتبر مهزومة بل بالعكس حققت كل اهدافها العسكرية و السياسية المرغوبة وترتب عليه في المستقبل دعم كبير و هو ماسوف نذكره في رأي الفريق السياسي في الحرب.


رأيه السياسي في الحرب:


الفريق سعد الدين الشاذلي لم يري ان مصر حققت كل مكاسبها علي المدي القصير من الحرب هو رأي سقوط نظام الامامه و تحرير عدن و خروج الاحتلال البريطاني بعد هذه الحرب التي تدخلت فيها مصر بالتدريج من الخليج العربي من قطر والامارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين ادي الي استقلال هذه الدول وبالتالي بعد 11 عام تقريبا ( حرب اكتوبر 1973) ستجد مصر مساعدات ماليه و نفطية من هذه الدول اثناء حرب اكتوبر لانها اذا استمر احتلالها بطريقة مباشرة او بنظام موالي للمحتل كان من المستحيل علي هذه الدول تقديم مساعدات لمصر لانها ليست مستقله.


و من هنا عزيزي القاري لا اري اي تبرير لترديد مقولة ان مصر خسرت حرب اليمن انما من الاولي ان نقول ان مصر تعرضت لخسائر كثمن طبيعي لتحقيق اهدافها العسكرية و السياسية في اليمن و للفوز في الحرب قد يقول البعض وجود معظم القوات في اليمن ادي الي تشجيع اسرائيل للحرب علي مصر وبالتالي خسارة سيناء عام 1967 فنكرر مرة اخري نحن هنا لا ندافع عن قرار عبد الناصر للدخول في الحرب نفسها فهذا رجع اليك انت و قناعتك انما نحن نصحح افكار ووعي مغلوط بين طبقات المجتمع مصر لم تهزم .. مصر حقتت كل اهدافها السياسية و العسكرية في هذه الحرب حتي ان بعض القوات المصرية القليلة بقت فاليمن حتي 1970 .



نكسة 1967:


بالطبع هي اسوء حدث مر علي فترة رئاسة جمال عبد الناصر و من الاسوء ان لم يكن السوء فعلا في تاريخ مصر المعاصر حيث تعرض الجيش المصر لشبه ابادة في سيناء نتيجة الانسحاب العشوائي و عدم التدريب والاستعداد الجيد للحرب.


جاءت حرب 5 يونيو 1967 على أعقاب عدة عقودٍ من التوتر السياسي والصراع العسكري بين دولة الكيان الصهيوني والدول العربية. ففي عام 1948، شن تحالفٌ من الدول العربية غزوًا للكيان الصهيوني الناشئ كجزء من الحرب العربية الإسرائيلية الأولى.

واندلع صراعٌ رئيسيٌّ ثانٍ يُعرف باسم العدوان الثلاثي في عام 1956، عندما شنت إسرائيل والمملكة المتحدة وفرنسا هجومًا مشتركًا على مصر ردًا على قرار جمال عبد الناصر في تأميم قناة السويس.


شهد الشرق الأوسط بعدها حقبة من الهدوء النسبي خلال أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، لكن الوضع السياسي ظل يُنذر بقُرب العاصفة. فقد شعر القادة العرب بالضيق من خسائرهم العسكرية ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين خلّفهم انهزام الدول العربية في حرب 1948. بينما كان الإسرائيليون يواجهون تهديدًا وجوديًا من مصر ودول عربية أخرى.

جذور حرب 5 يونيو 1967

كانت سلسلة من النزاعات ادودية الشرارة الرئيسية لحرب 5 يونيو 1967. فبِحلول منتصف الستينيات، بدأ المجاهدون الفلسطينيون المدعومون من سوريا في شن هجماتٍ عبر الحدود الإسرائيلية، مما أدى إلى غاراتٍ انتقامية من جيش الكيان الصهيوني.

وفي أبريل 1967، تفاقمت المناوشات بعد أن خاضت إسرائيل وسوريا اشتباكًا جويًا ومدفعيًا شرسًا تم فيه تدمير ست طائرات مقاتلة سورية. وفي أعقاب المعركة الجوية في أبريل، قدم الاتحاد السوفيتي لمصر معلوماتٍ استخباراتية تُفيد بأن إسرائيل تقوم بنشر قواتها في حدودها الشمالية مع سوريا استعدادًا لغزوٍ شامل. كانت المعلومات غير دقيقة، لكنها، مع ذلك، دفعت الرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى العمل. وفي استعراضٍ لدعم حلفائه السوريين، أمر القوات المصرية بالتقدم إلى شبه جزيرة سيناء، وقام بطرد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي كانت تحرس الحدود جنبًا إلى جنبٍ مع القوات الإسرائيلية لأكثر من عقد.

حرب يونيو 1967


وخلال الأيام التي أعقبت ذلك، استمر جمال عبد الناصر في التلويح بالسيف، ففي 22 مايو، أوقف عمليات الشحن الإسرائيلية من مضيق تيران، وهو الممر البحري الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج العقبة. وبعد أسبوع، أبرم اتفاقية دفاعٍ مشتركٍ مع الملك حسين ملك الأردن.

ومع تدهور الوضع في الشرق الأوسط، حذّر الرئيس الأمريكي ليندون جونسون الجانبين من إطلاق الطلقة الأولى، كما حاول حشد الدعم لعملية بحرية دولية لإعادة فتح مضيق تيران. لكن الخطة لم تتحقق أبدًا، وبحلول أوائل يونيو 1967، صوّت القادة الإسرائيليون لصالح مواجهة التصعيد العسكري العربي بشن ضربةٍ استباقية.


اندلاع الحرب:


في الخامس من شهر يونيو 1967، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية، وهي هجومٌ جويٌ منسق على مصر. أقلعتِ، في ذلك الصباح، حوالي 200 طائرة من إسرائيل. حلقت غربًا فوق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تتجه نحو مصر من الشمال.

بعد أن باغتوا القوات المصرية، هاجموا 18 مطارًا مختلفًا ودمروا ما يقرب من 90 بالمائة من القوات الجوية المصرية أثناء مُكوثها في الأرض. ثم وسعت إسرائيل نطاق هجومها ليشمل القوات الجوية الأردنية والسورية والعراقية فدمرتها جميعًا. وبحلول نهاية يوم الخامس من يونيو، كان الطيّارون الإسرائيليون قد سيطروا بشكلٍ كاملٍ على سماء الشرق الأوسط.


من خلال تفوقها الجوي، تمكنت إسرائيل من تحقيق النصر تقريبًا. لكن القتال الضاري استمر لعدة أيام أخرى، بدأت الحرب البرية في الخامس من يونيو، وبالتزامن مع الضربات الجوية، اقتحمت الدبابات والمشاة الإسرائيلية الحدود إلى شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة.

كان للقوات المصرية مقاومة حماسية وشرسة، لكنها سقطت فيما بعد في حالة من الفوضى بعد أن أمر المشير عبد الحكيم عامر القوات المصرية بالانسحاب العشوائي. وعلى مدى الأيام القليلة التالية، طاردت القوات الإسرائيلية القوات المصرية عبر سيناء وأوقعت إصابات جسيمة.

"بلا ادني شك هزيمة يونيو 1967 واحدة من اسوء المراحل الزمنية كلها وخطأ جسيم يتحمله قيادات الجيش في ذلك الوقت و علي راسهم المشير عبد الحكيم عامر و القائد العام جمال عبد الناصر فكانت مرحلة عصيبة علي مصر وفقدت فيها الدوله المصرية جزء غالي عليها و هي شبه جزيرة سيناء".

و نتيجة للهزيمة اعلن الرئيس تنحيه عن منصب رئاسة الجمهورية و بصرف النظر عن مدي اعتقادك انها حركة قام بيها لشعوره بالذنب ام مجرد لتخفيف الضغوطات عليه و كسب تعاطف الناس الا ان بالفعل خرج مئات الالاف من الناس في الشوارع اعتراضا علي قراره مطالبين برجوعه مرة اخري و هو ما حدث بالفعل.



حرب الاستنزاف و الطريق الي نصر 1973:


تسجل الدوائر العسكرية العالمية، أن الطريق المصري إلى نصر أكتوبر 1973 بدأ خلال أسبوع واحد فقط من هزيمة 1967، وفي حالة غير مسبوقة على الصعيد العالمي.

كانت حرب الاستنزاف وحائط الصواريخ، «كلمة السر» في نصر أكتوبر، وبدأت حرب «الألف يوم»، كما أطلق عليها بعض الإسرائيليين، أو «حرب الاستنزاف» كما أطلق عليها جمال عبد الناصر، عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو/ تموز، 1967 ( بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من النكسة)، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما عرف بمعركة «رأس العش»، وتكبدت إسرائيل أول هزيمة وخسائر «موجعة»، ثم تصاعدت العمليات العسكرية خلال أطول حرب استنزاف في العالم، استمرت 3 سنوات.

ولا يمكن الحديث عن حرب أكتوبر 1973 إلا بالحديث أولا عن حرب الأستنزاف لأنها حرب رد الأعتبار للجيش المصري، وهي أيضا حرب أكدت معدن الجندي المصري، كما انها حرب أثبتت للعالم رغم قسوة الهزيمة أن الجيش المصري لم يفقد إرادة القتال ، وأنه قادر على رد اعتباره ، هذا الى جانب أنها كانت بمثابة ميدان التدريب التي استعد من خلاله الجيش المصري لحرب أكتوبر 1973، فهي التي مهدت الطريق لملحمة العبور فلولاها ما كان العبور العظيم .


انتصارات الأمة في السادس من أكتوبر 1973 تستدعي قراءة متواصلة في دلالات الانتصار الكبير، واستعراض المناخ العام قبل المواجهة العسكرية، بعد أن أصبحت المبادأة في يد المصريين بعد تنشيط الموقف العسكري، وتسخين جبهة القتال، وتحديد استراتيجية المراحل الثلاث: الصمود ثم الردع ثم التحرير.

وخلال هذه الأيام الأولى من صدمة النكسة، كان الجندي المصري قد عرف طريقه للعبور إلى الشاطئ الشرقي من القناة.


جمال عبد الناصر يتفقد الجنود اثناء فترة حرب الاستنزاف


وبدات سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة بعد أيام فقط من النكسة، فتحت الطريق للمواجهة الحاسمة في 6 أكتوبر 1973، بعد أن دخل الجندي المصري في مواجهات مباشرة مع القوات الإسرائيلية،حدث هذا في معركة رأس العش، في الساعات الأولى من صباح 1 يوليو/ تموز 1967، وكانت المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو/ حزيران 1967.. وعندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة رأس العش جنوب بورفؤاد، وجدت قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة المصرية قوامها 30 مقاتلًا مزودين بالأسلحة الخفيفة، وفي حين كانت القوة الإسرائيلية تتكون من عشر دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف مجنزرة، وفوجئت القوة الإسرائيلية بالمقاومة العنيفة للقوات المصرية التي أنزلت بها خسائر كبيرة في المعدات والأفراد أجبرتها على التراجع جنوبا، وعاود جيش الاحتلال الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف المجنزرة وزيادة خسائر الأفراد، وانسحبت القوات الإسرائيلية بعد صدمة الهزيمة غير المتوقعة بعد ثلاثة أسابيع من النكسة.

احتفال الصحافة المصرية باغراق قطعة بحرية للعدو اثناء حرب الاستنزاف



إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية «إيلات»

وبعد أربعة شهور تقريبا، قامت القوات البحرية بإغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات، وهي من طراز HMS Zealous R39 في البحر الأبيض المتوسط، أمام مدينة بورسعيد في 21 أكتوبر/ تشرين أول 1967 وكانت إيلات، بدأت في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر/تشرين الأول في تحد سافر..وعملية إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة 4 صواريخ بحريه سطح/ سطح، كانت هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية، وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية و استراتيجيات القتال البحري في العالم، فقد تم في هذه العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى في التاريخ.

وهي عملية مختلفة تماماً عن الثلاث عمليات الأخرى بالهجوم علي ميناء إيلات، والتي تم فيها إغراق 4 سفن نواقل وتفجير الرصيف الحربي للميناء.


تدمير الغواصة الإسرائيلية «داكار»


وبعد 19 يوما فقط ،وحين سلمت البحرية البريطانية، الغواصة الحديثة «داكار» لإسرائيل، وعند مقربة من الحدود المصرية الغربية، صدرت أوامر، يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967 لقائد الغواصة بالتجسس علي أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية بالإسكندرية، وتلقت هيئة عمليات القوات البحرية من عدة قطع بحرية، تفيد بأن هناك صوت يبدو وكأنها غواصة تقترب من حدود مصر الإقليمية، وبسرعة اتخذ القرار بالهجوم ، وبدأت المدمرات بإلقاء القذائف واحدة تلو الأخري وبأعداد كبيرة، حتى صدرت أوامر مباشر من قائد الغواصة الإسرائيلية بالنزول الي أقصي عمق ممكن لتفادي الصدمة الانفجارية التي يمكن وحدها أن تؤدي الي تدمير المعدات الإلكترونية داخل الغواصة، وبعد عدة ساعات شوهدت بقع زيتية ومخلفات تطفو علي سطح المياه ما قطع الشك باليقين ان الغواصة قد قضي عليها.


الإعداد العسكري


بالتوازي مع العمليات العسكرية الانتقامية لقواتنا استطاعت مصر أن تعيد بناء القوات المسلحة وتكوين قيادات ميدانية جديدة، وإعداد القيادات التعبوية الجديدة، وإعادة تشكيل القيادات في السلاح الجوى، وإدخال نظم تدريب على كل ما هو أساسي للحرب، وكذلك التدريب على مسارح مشابهة لمسرح عمليات الحرب.

فتم إنشاء سواتر ترابية مماثلة لخط بارليف على ضفة النيل وتدريب القوات على عبورها، كما احتفظت القوات المسلحة بالقوة الرئيسية من المجندين دون تسريحهم بعد انتهاء فترة تجنيدهم حتى أن بعض المجندين استمروا في تجنيدهم لمدة 7 سنوات.


كما استعدت القوات المسلحة للحرب بكل ما هو حديث في تكنولوجيا التسليح وقامت بتطوير أسلحة المشاة واستبدلت الدبابات القديمة بالجديدة وتم إحلال المدفعية القديمة بأخرى متطورة وتم الدفع بطائرات حديثة وإدخال طرازات جديدة من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، إلى جانب الصواريخ طويلة المدى وكذلك تطوير معدات المهندسين العسكريين وأجهزة الكشف عن الألغام وإدخال أسلحة غير تقليدية ابتكرها مهندسون مصريون مثل قاذفات اللهب المحمولة على الأكتاف ومسدسات المياه التي استخدمت في هدم خط بارليف الرملى.


كما أصدرت القيادة العامة توجيهاتها قبل الحرب للتدريب على العمليات بدأ من إعداد الجندي للقتال حتى إعداد الوحدة والوحدة الفرعية للتشكيل للحرب، والتدريب على أسلوب اقتحام الموانع المائية والنقاط القوية المشرفة على حمايتها، وأسلوب الدفاع عن مناطق التمركز والوحدات والمعسكرات لمواجهة عناصر «المتكال» المتمركزة خلف خطوط الدفاع الإسرائيلي.


حائط الصواريخ


ولم تشعر مصر بالاطمئنان لقدرتها على اتخاذ قرار الحرب الشاملة إلا بعد أن نجحت فى إنشاء «حائط الصواريخ» المضاد للطائرات على طول خط المواجهة مع إسرائيل وفى العمق المصرى، وتم بناؤه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحمى الجيش أثناء حرب أكتوبر 1973.

استغرق بناء حائط الصواريخ 40 يوما، وكان يضم مجموعات منفصلة من قوات الدفاع الجوى: «المدفعية المضادة للطائرات، ووحدات الصواريخ، وأجهزة الرادار والإنذار»، إضافة إلى مراكز القيادة المشتركة التى أنشأتها مصر عام 1970 بهدف صد الهجمات الجوية الإسرائيلية، وكان لهذا الحائط دور كبير فى تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973، مما سهل عملية العبور واجتياز خط بارليف وإتاحة رءوس الكبارى على الضفة الشرقية لقناة السويس.



صاروخ سام 6 في احدي المواقع و كان عصب الدفاع الجوي و حائط الصاوريخ في عهد جمال عبد الناصر.


ومع تصاعد «الصدمة والرعب» في الجانب الإسرائيلي من خسائر حرب الاستنزاف، اقترحت أمريكا تسوية سلمية عرفت بمبادرة روجرز في 3 خطط، وأعلنت مصر موافقتها على المبادرة الأمريكية لكسب الوقت لتجهيز الجيش واستكمال حائط الصواريخ، والاستعداد للعبور وفق الخطة العسكرية التي تم إعدادها وقتئذ «غرانيت 1» ثم عدلت لـ «غرانيت 2» ثم خطة «المآذن العالية» تحت إشراف رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق سعد الدين الشاذلي، وحققت انتصار أكتوبر1973.


تعقيب: يكفي مقولة مبادرة روجرز نتيجة الحرب العصيبة و الخسائر التي كانت تحدث في صفوف العدو كل يوم و الرعب النفسي التي سببته قوات الصاعقة المصرية في نفوس العدو من خطف وقتل وختاما لحروبه و بعد سردها بتفاصيل لا باس بها نجد ان من الظلم مقولة انه رئيس هزم في جميع حروبه فما هي الا مقولات لا اساس لها من الصحة بهدف تشويهه بشكل مبالغ فيه مصر هزمت بالفعل تحت قيادة جمال عبد الناصر في حرب 1967 هذا شديد الوضوح لكن من الظلم قول اكثر من ذلك.

وفاته و جنازته:


في يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء. توفي ناصر بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساءً.


وفقا لطبيبه، الصاوي حبيبي، كان السبب المرجح لوفاة عبد الناصر هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة. وكان ناصر يدخن بكثرة، هذا بالإضافة إلى تاريخ عائلته في أمراض القلب التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائه في الخمسينات من نفس الحالة. بالرغم من كل ذلك فإن الحالة الصحية لناصر لم تكن معروفة للجمهور قبل وفاته.


بعد الإعلان عن وفاة عبد الناصر، عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي.حضر جنازة عبد الناصر في القاهرة في 1 تشرين الأول من خمسة إلى سبعة ملايين مشيع. حضر جميع رؤساء الدول العربية، باستثناء العاهل السعودي الملك فيصل.[بكى الملك حسين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات علنا، وأغمي على معمر القذافي جراء الاضطراب العاطفي مرتين.

وحضر عدد قليل من الشخصيات غير العربية الكبرى، منها رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيغين ورئيس الوزراء الفرنسي جاك شابان دلماس.



جنازة شعبية لجمال عبد الناصر



الخاتمة:

دعونا نتفق ان هذا المقال ليس الهدف منه الدفاع عن جمال عبد الناصر باي شكل من الاشكال انما هو لسرد الحقائق وتصحيح مفاهيم مغلوطة تنشر و يروج لها عن عمد عن سرطان الامة الاخوان المسلمين و لجانهم الالكترونية التي تستميت لتشويه صورته بصورة مبالغ فيها امام الاجيال الحاليه و القادمة فكان لابد منا حتي و ان اختلافنا معه في كثير الكثير من الافكار لكن لا يمنع ان هذا الرجل له مواقف عظيمة كثيرة ووقف امام اعداء الدولة المصرية فلن ينسي الانجليز ابدا انه وقف امامهم و امام مطامعهم ولن ينسي الصهاينة انه سبب لهم كابوس الفناء و خاض امامهم حروب انتصر و انهزم فيها ويكفي فرحتهم الهستيرية يوم وفاته ولن ينسي سرطان الامة الاخوان المسلمين الكوابيس التي سببها لهم ولفكرهم الشيطاني وبالطبع كلنا نعلم مدي متانة العلاقة بينهم و بين المخابرات البريطانية فاظن ان هذا السبب يكفي للدفع عن هذا الشخص المظلوم الذي تشويه مطلوب باي ثمن من اعداءه واعداء الامة.






منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page