تاريخ الربابة

صورة مبهجة جدا جدا

تعالوا نعرف تاريخ الربابة كأحد الفنون الشعبية الجميلة !

قال عنها المؤرخ الفيلسوف الألماني هايني "إنها آلة لها أمزجة البشر"

أوردت المعاجم كلمة (رباب) بفتح الراء بمعنى السحاب الأبيض، و في تفسيرهما للعِلاقة بين المعنى اللغوي، واسمها أشار د. رامي حداد إلى أن العرب "رُبما استعاروا كلمة رباب من السحاب الذي يجر نفسه من مكان لأخر، كما يجر القوس على الوتر، أمَّا الربابة بكسر الراء و تشديدها، فتعني الخيط الذي تُشد به السهام، وقد تكون لذلك علاقة بالتسمية، حيث أن الآلات الوترية تطوَّرت عن القوس الذي استخدم قديمًا في صيد الحيوانات

وقد اختلف كتيرا حول موطنها ، وحظيت الربابة بمكانة جيِّدة، في كثير من مؤلَّفات التراث العربي مثل الفارابي الذي أسهب بالحديث عنها، فى "الموسيقي الكبير"، وذكرها ابن سينا، في كتابة "الشفاء"، و ذكرها ابن ذيلة فى "الكافي في الموسيقي"، ابن ذيلة، وفي "صُبح الأعشى" ذكرها القلقشندي..وذكر ابن الفقيه في جغرافيته، أن الربابة كانت معروفة ومُستعمَلة على نطاق واسع، يمتد من مصر إلى السند

ويذكر صاحب كتاب "كشف الهموم والكرب في شرح آلة الطرب" أن السُلطان الكامل محمد بن العادل أيوب، كان يعشق سماع هذه الآلة، وشجَّع على انتشارها، وأغدق بالعطايا على الماهرين في صناعتها، و كذا العازفين عليها ، و ذكرها ابن خلدون فى مقدمته أيضا ..

إن من أهم أسرار استمرار هذه الآلة العريقة القادمة من عُمق التاريخ والتي يفوح منها عبق الحضارة الإنسانية، أنها آلة نغم وشجن بنفس الوقت ، إنها صوت مُعبِّر، يُصاحب السُمَّار والشُعراء، يتكلَّم بلُغتهم، و يمدهم بدفق إيقاعي تحفيزي ،كما أنها تُتيح لصاحبها التعبير الصادق عن أحزانه وآلامه، وأفراحه أيضًا، حيث يُمكن جر اللحن البطيء أو السريع عليها، وكذا الهادئ والصاخب، والقصير الوزن الطويل الوزن من الشِعر واللحن

ولكونها آلة النغم والشجن، فقد تغنَّت بها المُطرِبة وردة في إحدى أغانيها الوطنية الشهيرة، لما قالت: "وأنا على الربابة بغني"..انتشرت الربابة بالريف والمُدن عبر المدَّاحين ورواة السِير الشعبية و فِرق الفنون الفلكلورية، والاحتفالات الصوفية والليالي الرمضانية حيث تُروى الحكايات والملاحم الشعبية كقِصة عنترة بن شداد، و الزير سالم، وأبو زيد الهلالي وفي كثير من الأفراح والأعراس الموالد الشعبية التى حضرتها بنفسى.

مقال يتصرف