top of page

ثورة البشموريين … دم الخلفاء وحقبة الظلام

تاريخ التحديث: ١٢ يوليو ٢٠٢٢



أحاديث شريفة كتير بتعبر عن حب النبي محمد ﷺ للمصريين ومدحه فيهم ووصيته لأصحابه بالإحسان ليهم. على الرغم من الوصية دي، دم مئات آلاف المصريين اتهدر بسبب رفضهم للظلم والقهر على ايد خلفاء ظالمين قهروا المصريين و وروهم كل اشكال الذُل والعبودية، ومن أبرز فترات الاستبداد كانت ثورة البشموريين واحدة من اسوأ الفترات على المصريين وأكترها دموية.


ثورة البشموريين هي سلسلة ثورات بدأت سنة 720 ضد الحكم الأُموي والعباسي في منطقة تاريخية في الدلتا اسمها بشمور. عدد الثورات بالظبط مش معروف، ولكن معظم القتال العنيف كان في 749, 767, و832. الثورة كان سببها سوء معاملة المصريين المسيحيين وفرض الجزية بأرقام جنونية.


في سنة 720 خرجت الدلتا بالكامل من سيطرة الأمويين وسيطر عليها الثوار، وفي سنة 749 بدأت ثورة عارمة قادها مينا ابن أبايروس. بدأ الأمويين حملات برية وبحرية لقمع الثورة فشلت كلها فجهز الخليفة مروان الثاني بن محمد جيش في دمشق واستعد لقتال الثوار بنفسه. في ظل الثورة الأمويين أخدوا ميخائيل الأول بطريرك الكنيسة القبطية كرهينة وطلبوا من الثوار الاستسلام فوراً وإلا هيقتلوا البطريرك! الثوار رفضوا ونظموا هجمات كبدت الأمويين خسائر فادحة.


الخليفة أمر بالهجوم على كل القُرى القبطية في الدلتا ونهبها كإنتقام من البشموريين ولكن الهجوم فشل بردو وبعدها في سنة 750 وصل العباسيين للحكم وأعفوا البشموريين من الجزية لمدة سنتين.


في سنة 767 بدأت الثورة من جديد وأرسل الوالي يزيد بن حاتم جيش لقمع الثورة ولكن الجيش انهزم وانسحب لمدينة الفسطاط. في سنة 830 أرسل الخليفة العباسي المأمون القائد التركي حيدر بن كاوس الأفشين لقمع الثورة من جديد ولكن البشموريين صدوا الهجوم بنجاح فجاء الخليفة العباسي بنفسه و معاه بطريرك انطاكيا. رفض البشموريين مطالب الخليفة بإلقاء السلاح وإعادة التوطين مقابل عفو عام. فشلت كل المفاوضات فبدأ العباسيين هجوم قوي والطرفين خسروا خسائر فادحة. انتهى الهجوم بالإتفاق على هُدنة، ولكن العباسيين أعدموا العديد من الرجال وانتهت ثورة البشموريين سنة 832 بعد حرق منطقة بشمور وتدميرها بالكامل وترحيل النساء والأطفال للعراق ودمشق للبيع كعبيد.


بعد انتهاء الثورة بدأت فترة من قمع الأقباط المسيحيين أسوأ من القمع اللي قبل الثورة، بل احياناً القمع كان بيوصل للأقباط المسلمين كمان. من بعد الثورة والقمع،


المصريين بمسلميهم و مسيحييهم مقدروش يرفعوا راسهم ويعارضوا الحُكام العرب تاني و اصبحوا مذلولين في وطنهم لقرون طويلة لحد القرن الـ 19.

لما شيخ الأزهر يقول "التجديد أمر ضروري" يبقى لازم نفهم ان فيه حُكام ظلمة ارتكبوا ابشع الجرائم في حق المصريين بإسم الدين والبعض بيقدس اللي عملوه بدافع "حماية التراث"، والدين برئ منهم ومن جرائمهم.

٥٤ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page