top of page

عذراً سيادة الرئيس .. لا جمهورية جديدة لو لم تكن مصر للمصريين

تاريخ التحديث: ١٢ يوليو ٢٠٢٢

في السنين الأخيرة بعد موجة الربيع العربي و الحروب الناتجة عنها، الملايين للأسف سابوا أوطانهم و هربوا على بلاد مجاورة زي تركيا و الخليج و مصر.



لكن الحالة المصرية فريدة و تنذر بكارثة جاية لو الحكومة المصرية و على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي متراجعتش عن سياساتها بخصوص ملف اللاجئين. حسب بيانات الحكومة و تصريحات المسؤولين، على رأسهم الرئيس، مصر فيها حوالي 6 مليون لاجئ و في ازدياد كل سنة بأرقام ضخمة لم تشهدها مصر في تاريخها. لحد من قريب كان الرأي السائد في الشارع المصري ان مفيش أي مشكلة في استقبال اللاجئين و بأعداد كبيرة كمان. لكن الكلام دة بدأ يتغير مع رجوع القومية المصرية من جديد و بعد تجاوزات كبيرة من جانب اللاجئين في مصر.


من هنا احنا بنسجل اعتراض شديد على سياسيات الحكومة الهادفة لتوطين اللاجئين و معاملتهم زي المصريين بل و احسن من المصريين في بعض الأحيان و كأن الحكومة غير منتبهة للمخاطر السياسية، و الاقتصادية، و الثقافية، و الديموغرافية اللي هنعرضها لحضراتكم دلوقتي.


سياسياً:


الانسان بالفِطرة ينتمي لوطنه، سواء كان عايش فيه أو خارجه. بالتالي الأعداد الضخمة الموجودة في مصر حالياً ولائهم لبلادهم الأُم أو ولائهم مُزدوج و سهل توظيفهم من الخارج لأي أغراض سياسية زي ما بنشوف في بعض الدول اللي فيها لاجئين اكتر من مصر. تاني حاجة خطر جداً و هي التمثيل السياسي. بعض اليساريين المصريين و المُنظمات الغالب عليها الفِكر اليساري بيطالبوا بتمثيل سياسي للاجئين في المؤسسات الحكومية و دوائر صناعة القرار زي البرلمان و الحكومة. الكلام دة مرفوض و غير قابِل للنقاش أصلاً. حكم مصر للمصريين و بس و اي غريب/اجنبي داخل دوائر صناعة القرار فهو خطر مُحتمل على أمن الوطن.


اقتصادياً:


اللاجئين بييجوا من كل طبقات المُجتمع، فيهم الفقير و المُقتدر و الغني. في كل الحالات، اللاجئين في مصر نصيبهم من الناتج المحلي لا يُذكر، و بالتالي مفيش اي اسهامات صغيرة او كبيرة للإقتصاد و كمان اللاجئ طالب رعاية صحية و تعليم و معونة مادية و اسكان و غيرهم. طبعاً مفوضية اللاجئين (UNCHR) متقدرش تتكفل بكل الطلبات دي، بالتالي على الدولة توفير صحة و تعليم لملايين اللاجئين. الوضع دة بيحط ضغط على مؤسسات الدولة و الميزانية و بيقلل من جودة الخدمات. النقطة التانية متعلقة بالأمن القومي المصري. الاقتصاد المصري هو اقتصاد السوق الحر يعني اي حد ممكن يفتح بيزنس و يكبره دون تدخل الدولة لمنعه من ذلك. اللاجئين مساهماتهم الاقتصادية شبه منعدمة حالياً و لكن بتزيد كل يوم بسبب هجرات اصحاب رؤوس الأموال من الدول المُنهارة خصوصاً الدول الناطقة بالعربية. مينفعش اللاجئين يفتحوا شركات ممكن في المستقبل تتحكم في قطاعات كاملة من الاقتصاد لأن ممكن جداً استعمالهم من بلدهم الأُم لإيذاء الاقتصاد المصري. الاقتصاد هو شريان الدولة و سلاحها لتحقيق الرخاء بل و المصالح الجيوسياسية كمان و مينفعش الأجانب يسيطروا على اجزاء منه و اكبر دليل على كدة هو العقوبات الاقتصادية اللي فرضها الاتحاد الاوروبي على روسيا بعد بداية الحرب، لو روسيا كان اقتصادها متسيطر عليه من الشركات الغير روسية الاقتصاد الروسي حينهار.


ثقافياً:


من اهم العناصر اللي حافظت على وحدة المصريين على مدار التاريخ هي تجانس الثقافة المصرية و الشعب المصري. التوافد الكبير للاجئين على مصر بيشكل ضرر على وحدة المصريين و تجانسهم. مع مرور الوقت و زيادة اعداد اللاجئين سواء بالهجرة او الإنجاب هيبقى الغير مصريين جزء لا يُستهان به من الشعب و هتحصل حرب ثقافية حتمية لأن كل الأطراف الأجنبية هتطالب ان مصر تكون دولة تعددية الثقافة مما يخلق صِراع ثقافي زي ما بنشوف في امريكا الصراع بين ثقافة الرجل الأبيض البروتستانتي و ثقافة الرجل الأسود اليساري. التعددية الثقافية هي تهديد حقيقي خصوصاً مع انتشار الزينوفيليا في مجتمعنا فممكن ثقافات الغير مصريين تبقى اقوى من الثقافة المصرية.


ديموغرافياً:


كل القوميين عارفين الدراسات اللي اثبتت بدل المرة ألف ان المصريين الحاليين هم احفاد قدماء المصريين والغزوات الخارجية تأثيرها على الجينات المصرية لا يُذكر. التجانس العِرقي عند المصريين كان بردو من أهم اسباب الحفاظ على وحدة المصريين ودة بفضل عُزلة وادي النيل بسبب الصحراء الكُبرى وجبال سيناء و ثقافة المصريين اللي بترفض الغريب. التوافد الكبير للاجئين على مصر بيهدد التجانس العِرقي و بالتالي ممكن يحصل صراعات من اجل الهيمنة على مؤسسات الدولة المصرية في المستقبل. الصراع دة شوفناه لما الطائفة الإثني-دينية العلوية سيطرت على الدولة السورية و لحد انهاردة بيحكموا الغالبية السُنية العربية.


عذراً سيادة الرئيس، الجمهورية الجديدة، جمهوريتنا المصرية، هي حِلم كل القوميين المصريين. و لكن.. لا جمهورية جديدة حقيقية لو تم التلاعب بتكوين الشعب المصري و تهديد وِحدتهم التي صانت الحضارة المصرية و إرثها على مدى آلاف السنين.


"ان شعور بالترابط بين أُمة و أخرى يهدد الأُمة أن تصبح تابع للأُمة الأقوى".

-إبراهام لينكولن، الرئيس ال16 للولايات المتحدة.

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Kommentare


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page