ما هو التطرف وكيفية خلق حالة التطرف لدي الأفراد والمجتمعات وصولا ببعضهم الي ارتكاب الافعال الارهابية ؟
في حين أن جميع المتطرفين ليسوا إرهابيين ، فإن جميع الإرهابيين متطرفون.
علي سبيل المثال ، الذي يؤمن بالغزوات والفتوحات والجهاد و السبي يعتبر متطرفا بالتاكيد وسيصنف كارهابي عند دعوته لتحقيق ذلك علي ارض الواقع او تنفيذه بشكل مباشر او غير مباشر بالدعم المادي او المعنوي.
في الواقع ، تم استيعاب العديد من الأسباب التي دافعت عنها "الحركات الراديكالية" الأوروبية في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 تدريجيا من قبل الأرثوذكسية الليبرالية السياسية (حرية الاعتقاد و ، وإعادة توزيع الممتلكات ، وحرية الصحافة ، وما إلى ذلك.).
قد يفسر هذا السبب في أن الدساتير الليبرالية تحمي حقوق المواطنين في الدفاع عن الآراء المتطرفة أو غير التقليدية وتحد فقط من حرية التعبير عندما يكون هذا فاحشا أو مسيئا أو يدعو إلى العنف.
ويخضع سلوك الأفراد لتنظيم صارم ، لا سيما عندما ينطوي على استخدام العنف غير المشروع ضد غير المقاتلين الذي لا تجيزه الدولة.
المجتمعات المدنية غير متسامحة (وهي محقة في ذلك) مع الأفراد والمنظمات التي تستخدم العنف العشوائي ضد المدنيين.
غالبا ما يستخدم مصطلح" التطرف " من قبل النقاد والخبراء عند مناقشة السلفيين ، الإسلاميين المحافظين المتطرفين المعروفين بالتبشير العدواني وتعاطفهم مع داعش والقاعدة.
لكن عملية التطرف موجودة في جميع أنواع الإرهاب ، سواء كان يساريا أو يمينيا أو أناركيا أو عرقيا قوميا أو دينيا.
وهناك مثلا جماعة متطرفة وارهابية نباتية تدعي جيش تحرير الحيوانات تقوم بتخريب الجامعات والمعامل والمزارع وكل منشأة تستخدم الحيوان في التجارب او انتاج اللحوم او اي مشتقات حيوانية.
على الرغم من أن الحاجة ملحة لمعالجة المظاهر العنيفة للراديكالية ، إلا أنه من المهم أيضا فصل هذا عن الأيديولوجية ، التي ليست عنيفة في حد ذاتها.
فالمسيحية او الاسلام او اليهودية او البوذية علي سبيل المثال لا يمكن اعتبارهم ايدولوجيات ارهابية لانها اخرجت لنا مفكرين ورهبان وعلماء ومتصوفة و زهاد و اناس مسالمين عبر التاريخ.
الناس ، وليس الأيديولوجيات ، عنيفون.
فشخصية مثل حسن البنا او سيد قطب او بن لادن يمكن تصنيفهم كمتطرفون دون الاساءة الي دينهم بالطبع الذي لا يؤيد بالضرورة افكارهم وفهمهم للدين.
ففهم الشخص للدين يعكس حياته وشخصيته وتربيته فالاناء ينضح بما فيه.
وفي الوقت نفسه ، هناك إيديولوجيات تدعو صراحة إلى استخدام العنف من غير الدول لتحقيق أهداف طويلة الأجل ، ومن المرجح أن تجذب الإرهابيين.
ولذلك فإن الحرب الطويلة الحقيقية علي الارهاب تستلزم نزع الشرعية عن الحركات المتطرفة مثل الاخوان المسلمين ومنعهم من الانخراط في المناقشات والصراعات السياسية و الفعاليات الاجتماعية التي تجعلها يتردد صداها وتصبح قادرة علي التجنيد
هناك العديد من التعريفات للتطرف ومنها
تأييد الشخص وجهات النظر المتطرفة والمؤدية لتغييرات غير مدروسة و يضفون الشرعية على أفعالهم على أساس الأيديولوجيات المتطرفة.
ومنها الاعتقاد أو التعبير عن الاعتقاد بأنه يجب أن يكون هناك تغيير اجتماعي أو سياسي كبير أو متطرف وغير متوافق او منسجم مع رؤية المحيطين
و هذه المقالة مهتمة بشكل خاص بالعملية التي من خلالها يتحول الأفراد فيها من التطرف الي العنف.
وليس فقط لأي نوع من العنف ، ولكن لنوع معين من العنف السياسي ، وهو العنف غير المشروع الموجه ضد المدنيين وغير المقاتلين ، المعروف أيضا باسم الإرهاب.
تم إدخال مصطلح "التطرف" في مناقشة السياسة بعد الهجمات الانتحارية المنسقة في مدريد (2004) ولندن (2005) التي استهدفت المدنيين باستخدام نظام النقل العام وأسفرت عن 191 و 52 ضحية على التوالي.
بالنسبة للسلطات ، سرعان ما أصبح من الأولويات الحصول على صورة أوضح لكيفية تحول الشباب من خلفيات مهاجرة مسلمة إلى التطرف في الغرب واكتسحتهم ثقافة الجهاد العنيف المغرية الخارجة عن القانون.
كتب: محمد المصري
Comments