top of page
  • صورة الكاتبقومي

علم نفس التطرف والارهاب - الجزء السادس

كتب: محمد المصري


من منظور هرم التطرف علينا ان نعلم ان التطرف هو التدرج الذي يميز الإرهابيين النشطين عن القاعدة الأوسع للمتعاطفين.


القاعدة مليئة المتعاطفين يليها مستوي اخر من المبررين لافعال الارهابيين يليها مستوي من الداعمين بالمال او العتاد يليها جماعات التنفيذ المباشر.

وكل فئة يجب معاملتها بشكل مختلف


فالمتعاطف علينا تغيير قناعاته بالنقاش والتوعية ودور رجال الدين المعتدلين ورجال الفلسفة و من خلال الفن و الاعلام ولكن الذين يمارسون اعمال العنف المباشرة لا يوجد اي رادع لهم سوي الحلول الامنية المكثفة.

يزداد عدد الأعضاء وكثافة الدعم والالتزام و التفاني للقضية السياسية مع كل مستوى وكلما زاد الالتزام السلوكي


كما يتضح من استعدادهم لتحمل المخاطر في القمة وصولا الي الموت.


فالحل هو في الوقاية و منع الافراد من الوصول الي قمة هرم التطرف


يترك النموذج السؤال مفتوحا حول كيفية انتقال الشخص من القاعدة إلى أقصى قمة ، وهو عنصر يتم دراسته بشكل أفضل في نماذج بوروم ومقدام.


الجانب المثير للاهتمام في هذا النموذج هو أنه يبتعد عن المستوى الفردي ويقدم دور الأيديولوجيات أو "الأطر" التي تربط الإرهابيين بمجتمعاتهم بشكل عام. وتاثير الجماعة علي الفرد الذي يذوب بداخلها

كلارك ماكولي وصوفيا موسكالينكو ، وهما عالمان نفسيان يصورون التطرف السياسي على أنه: تغيير في المعتقدات والمشاعر والعمل نحو الدعم والتضحية من أجل الصراع بين المجموعات


ملاحظة مثيرة للاهتمام من عملهم, هو أن العديد من آليات تطرف الأفراد والجماعات هي رد فعل إلى حد كبير.


الدوافع ليست جوهرية لأفراد معينين ولكنها موجودة في السياقات التي يسكنونها.


فسياق التهميش والظلم الاجتماعي و القهر وغياب الديمقراطية وتمثيل الاقليات والحرمان وغيرها من العوامل تؤدي الي مجتمعات لديها مخزونا كافيا من الحقد يؤهلها للخيانة.

هذا هو في الأساس نهج علائقي ويمكن تفسير تطرف الجماعات غير الحكومية على أنه استجابة لأفعال الجهات الفاعلة الأخرى.


على حد تعبير ماكولي وصوفيا:


"يحدث التطرف السياسي للأفراد والجماعات والجمهور الجماهيري في مسار الفعل ورد الفعل الذي غالبا ما يلعب فيه عمل الدولة دورا مهما.

يظهر التطرف في علاقة التنافس بين المجموعات والصراع حيث يكون كلا الجانبين متطرفين.


فتطرف اجهزة الامن في التعامل مع المتعاطفين مع الارهابيين تؤدي الي تحويلهم لارهابيين وتحويل عائلاتهم التي تتعرض الي ضغوط الي ارهابيين ايضا.


هذه هي العلاقة التي يجب فهمها إذا كان للتطرف أن يبقى بعيدا عن الإرهاب".


ولذلك نجد الدولة المصرية بدأت في مشاريع اعمار سيناء ودعم أهلها لابعادهم عن خطر دعم جماعات انصار بيت المقدس وغيرها ومساعدة ابناء التكفيريين في بدء حياة جديدة


الحوار الوطني ايضا يعبر عن توجه الدولة المصرية لاستيعاب آراء وطاقات الشباب والمعارضة.


تلك الاجراءات تخفف من احتمالات ظهور جماعات ارهابية.

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page