عيد الـ حب-سد والملك زوسر "من مسلسل يحيى وكنوز"

يعد الملك نثري خت ( ذو الجسد المقدس ) أو زوسر من أهم ملوك الدولة القديمة ، ترجع شهرته لمجموعته الهرمية فى سقارة أهم عناصرها الهرم المدرج الذى أشرف على بنائه الوزير ايمحوتب ، و امامه فناءان لإقامة احتفال سد، وهو احتفال يرمز لإعادة شباب الملك وتجديد قوته، واستخدمت المقاصير الحجرية الموجودة على الجانب الشرقى للفناء فيه مما يضمن استمرار الملك في تجديد شبابه إلى الأبد ..

كان عيد ال "حب – سد" من الطقوس الفريدة بمصر القديمة ، لأنه كان طقسا خاصا بالملك نفسه لا الشعب كله ، و كلمة "سد" هى أحد أسماء ويبواويت (فاتح الطرق) الذى بوجوده فى مقدمة موكب الاحتفال بهذا الطقس هو لفتح الطريق للانسان ممثلا فى شخص الملك كى يولد من جديد وكان يصور على شكل ثعلب يحمل فوق عصا طويلة و يضع أمامه شئيا ملفوفا يرمز لمشيمة الانسان ..

بدأ هذا الطقس منذ الملك مينا حيث صور على أحد صولجاناته و استمر حتى عصر البطالمة ، وكان يتم فى العام الثلاثين من حكم الملك إلا أن بعضهم احتفل به قبل ذلك مثل حتشبسوت التى قامت به فى العام السادس عشر من حكمها ، و اخناتون الذى احتفل به بعد تنصيبه بفترة قصيرة ، وكان يعاد الاحتفال به كل ثلاث أو أربع سنوات ، إذ احتفل الملك رمسيس الثانى بأربعة عشر "حب – سد" أثناء فترة حكمه التى امتدت الى 67 عام .

يبدأ الاحتفال بموكب يتقدمه * ويبواويت * ثم تقديم القرابين و الجرى الطقسى وفي يد الملك سوطًا صغير لاعتقادهم أن خصوبة الحقول تتوقف على خفة الملك الجسمانية ، وطقس اقامة عامود الجد" وهو رمز لأوزير ملك الموتى ، وطقس حمل مقصورتين ترمز احداهما لمصر السفلى و الأخرى لمصر العليا ،وارتداء التاجين الأحمر و الأبيض رمز مصر السفلى و العليا ، ويلبس الملك فيه لباسًا خاصًا ويجب عليه أن يقوم بالطقوس مرتين للوجه القبلي والبحري كما يجب عليه إطلاق ثور من محبسه ويربط حول قرنيه أنشوطة فى دلالة على قوته

وبعض الآراء تقارن هذا الطقس بما يسمى الموت الطقسى وهو أحد تجارب الخروج من الجسد يترك فيه الانسان جسمه المادى ويسافر بجسمه النجمى فى العالم الآخر و يلتقى بعالم الموتى فى جو رمزى ثم يعود منه مرة أخرى ولما يعود من تلك التجربة الفريدة يكون قد ولد من جديد و تتجدد طاقته ، أى يموت وعيه القديم (المادى) و يتحول الى وعى جديد هو الوعى الكونى الذى يساعده فى الحكم وفى اقامة الماعت فى البلاد