top of page

قرية دير المدينة


قرية دير المدينة
قرية دير المدينة

تقع دير المدينة جنوب جبانة طيبة ، دعاها أهلها اسم "ست ماعت" اى مكان الحق وتضم قرية العمال التي مازالت تحتفظ بأجزاء كبيرة من مبانيها وشوارعها، وتضم مقابر مميزة لهم مثل مقابر : "سنجم"، و"باشدو"، و"إن حر خعو"، و المقبرة العائلية لكل من "آمون نخت"، و"نب إن ماعت"، و"خع إم تري" ، وفى أقصى شمالها معبد مكرس لعبادة حتحور يرجع للعصر البطلمي تحول إلى دير فيما بعد، ومنه اشتق اسم المنطقة.


تميزت القرية بنظام العمل الذى كان مقسما بين فريقين : اليسار و اليمين، وكل فريق يتكون من رئيس الأعمال والمشرفين، والكتبة و المحاسبين، وقاطعي الحجارة، والنحاتين، والرسامين، والبنائين و النجارين ،كانت الدولة تمد عمال وأسر دير المدينة بحصص تموينية كالقمح والشعير و الأسماك والخضراوات والمياه بجانب الحوافز وتضم البلح والجعة المشروب الشعبى فى مصر القديمة حينئذ ولما تأخرت تلك الحصص التموينية فى عصر رمسيس الثالث اضربوا عن العمل ولم تهدأ الأمور الا بعد الاستجابة لمطالبهم جزئيا.


إن من يأتي مستقبلا ويريد التعرف علينا وعلى أفكارنا يمكنه أن يدخل الفيسبوك، وهكذا وجد العمال الفيسبوك الخاص بهم، وهو بئر قديمة جفت مياهه فتحولت لمساحة لإلقاء الرسائل حيث كتبوا تفاصيل حياتهم اليومية على قشفات فخارية وجدنا منها أكثر من 5000 قشفة منها خطابات عائلية،وفضفضات نفسيه، ورسومات، و حسابات، ونصوص لمحاكمات، وهكذا عرف العالم كل شيء عن طبيعة الحياة الاجتماعية للعمال عن طريق "البئر بوك ".



كما توثق أسماء العمال، وأيام عملهم، والأدوات التي كانوا يتسلمونها قبل العمل، وأيام غيابهم وأسبابه كحضور عيد ديني أو غياب العامل لأنه كان يصنع الجعة قبيل احتفالات دينية، أو لخلافه مع زوجته أو غياب طبيب القرية لأنه كان يرعى مريضا في منزله وجرائم شخص يدعى «با نب»، الذي تم توثيق أكثر من 30 اتهاما له، إذا قيمة هذا القرية أنها تتحدث عن المصريين كشعب وليس كملوك ، فيما يعرف بالتاريخ الاجتماعى.


أما مقبرة سندجم تعد من المقابر القليلة التي وجدت كامله، موجود بها أدوات لخدمة وامداد المتوفي بما يحتاج إليه في العام الآخر ، كان رب هذه العائلة (سندجم ) اي خادم وتنطق حرفيا (الذي يسمع النداء في مكان العداله) رئيس العمال في دير المدينة المتخصصين بحفر وتزيين مقابر وداي الملوك وأشرف علي مقبره (سيتي الأول) و(رمسيس الثاني) لذا لا يوجد بها أشياء ثمينة ماديا ، الا أنها تعد مقبره ذات قيمه عاليه حيث تشير محتوياتها الي اهميه المهنة التي عبرها وُجدت طبقه متميزة من العمال والفنانين الذين اصبحوا أصحاب أملاك وثراء متواضع ، وهى واحدة من 50 مقبرة أخرى للفنانين والعمال بدير المدينة ..

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comentarios


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page