top of page
  • صورة الكاتبقومي

مصر والأزهر



اثناء مشاهداتي العديد من خطابات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاحظت ترديده لكلمه تجديد الخطاب الديني و استوقفني عده اشياء عن ماذا يقصد بتجديد الخطاب الديني ؟!


فمصطلح تجديد الخطاب الديني له عده مفاهيم لأذن المستمع حسب توجه فالعلماني سينظر للمصطلح علي انه تنحيه الخطاب الديني جانباً و بناء دوله حديثة و المسلم الوسطي سينظر له علي انه نبذ العنف و التشدد و السلفي سينظر له علي انه ايضاً تنحيه للخطاب الديني و لكن بالطبع سيكون ضد هذا اللفظ بأعتبار انه يري هذا خروج عن الدين.


إذا يجب ان نحدد ما هو مصطلح تجديد الخطاب الديني حتي نستطيع ان نكتشف ماذا تريد الدوله؟

في البداية يجب ان نعرف ان الدوله تحارب موجة شديدة من الأرهاب الأسود منذ تولي محمد مرسي زمام الحكم بمصر لولا الرئيس السيسي.


لذلك عند تولي الرئيس السيسي الحكم كان يجب مطالبه الازهر بتجديد الخطاب الديني و من وجهه نظري تجديد الخطاب الديني بالنسبه للدوله و للرئيس السيسي هو البعد عن العنف و الأرهاب و التشدد فالرئيس السيسي كشخص يعرف دينه جيداً جدا و رجل يشهد له بالخلق الصالح من الجميع لذلك يجب ان نعرف هذا اولاً.


لذلك بأعتبار ان الرئيس السيسي مسلم وسطي يري تجديد الخطاب الديني هو مواجه الأفكار المتشدده و نبذ العنف و بناء دولة مدنية و ليست علمانية هناك من سيختلف معي ان لا شيئ يسمي دوله مدنية و ليست علمانية و لكن هذا هو مفهوم الدولة حالياً من وجهه نظري مواجهه الأفكار المتشدده و نبذ العنف و تبديل الفكر السلفي في عقول اغلب المصريين بالفكر الأشعري او الوسطي.


و لكن حتي لو افترضنا ان هذا هو مفهوم الدوله الحالي فهل هذا يحدث ؟

 




اذن لماذا الازهر لا يتحرك لمواجه هؤلاء ؟!

دعونا نتفق ايضاً ان اي تغيير في اي منظومه في اي دوله تبدأ من عده معايير


اولاً : ان تكون الدوله جاده في تغيير فكر الناس لان بدون موافقه الدوله علي اي شيئ لا يتحقق اي شيئ 

ثانياً : ان يكون هناك موافقه عامه من الشعب علي ما تجريه الدوله و سأتطرق لهذه النقطه تحديداً.

مثال علي ذلك بريطانيا في القرون الوسطي كانت علي المذهب الكاثوليكي و بعد ضغط الشعب عليها و اقصد هنا الضغط الإجتماعي الناتج عن تغير الوعي و ليس الخراب و ظهور جماعة التطهيرين و رغبة الدوله ايضاً في التغير ظهرت الكنيسة الأنجليكانية.


ما اود ان اقوله ان الازهر لم يغير الخطاب الديني و لم يواجه السلفيين او التشدد الا عندما يري موجه شعبية فكرية ترفض التشدد كالذي حدث عندما رفض اغلب الشعب الختان فكان ما علي الازهر الا تحريم الختان و بعد ذلك تم تجريمة قانونياً و للأسف الشعب معظمه اصلا متشبع بالفكر السلفي منذ سنوات لا يسمع لشيوخ الازهر و يسمع الدين من السلفيين فلماذا يُجبر الازهر علي التغيير ؟! الشعب اصلا يريد هذا و يحب هذا طبقا لوعية مع الأخذ في الاعتبار ان الازهر اصلا مخترق من سنين كما قلنا.


ثالثا اري ان الحكومه تريد فعلا تجديد الخطاب الديني بالمفهوم الذي شرحته سابقا بإستبدال الفكر السلفي بالأشعري او الوسطي

فشيخ الازهر احمد الطيب وسطي و مفتي الرئيس شخصياً الشيخ اسامه الازهري وسطي و هناك رموز ايضاً مثل علي جمعة هم ايضاً وسطيين بل احياناً علي جمعه نفسه من القلائل الذين يهاجمون السلفيين و قد تعرض لمحاوله للأغتيال من قبل منهم.


لذلك اري ان الدوله قد بدأت بالفعل تنفيذ تلك الرؤية و لكن لا تعتقد انت ايها القارئ انه هذه الرؤية ستنفذ بين يوم و ليله فالازهر في الستينيات و الخمسينيات كان شيئ و الان شيئ اخر لذلك حتي يتغير و يتم تطهيره من السلفيين لابد من عده سنوات ايضاً و نفس الكلام علي وعي الشعب حتي يتغير يحتاج لسنوات.


فمن السهل الهدم في عده ثواني لكن من الصعب البناء




لكن السؤال الاخير هناك بعض الشخصيات المتروكة لتسمعها الشباب بدون ذكر اسماء و هم غايه في التشدد علي منصات اليوتيوب لماذا لا يتم اتخاذ الاجرائات القانونية معهم او علي الاقل مواجهتهم فكرياً ؟!


فأنا اري ضروره عوده الازهر ببرامج علي اليوتيوب لتصل الي الشباب تحديدا لان حتي الاعمار المختلفه و اغلب الشعب يشاهد منصات الأنترنت فيجب دعم الازهر لبرامج وسطيه لأستبدال الافكار المتشدده بأفكار وسطيه حتي يشاهدها الناس علي اليوتيوب لتكون بديلاً لتواجه الافكار المتشدده.


اخيراً حتي لو كنت انت ايها القارئ ضد رؤية الدوله التي تريديها التي شرحتها من وجهه نظري هذه و انك تري انه يجب علي الدوله تصبح علمانيه فهذا لا يغير من الحقيقة في شيئ عن رؤية الدولة التي شرحتها لانها الاكثر منطقية بالنسبه لهم و بالنسبه لما يجري امامنا فمن يشاهد الاحداث سيفهم ما اقوله سواء اختلفت او اتفقت معه ان الدوله تريد دوله وسطيه كما قلت ليست علمانيه او متشدده انا فقط اشرح و ابين لك الموقف حتي تتضح لك الصوره و لا تنخدع.


و لكن كما قلت دعونا نتفق علي نقطة اخيره ان لتنفيذ رؤية الدوله هذه يجب ان ننتظر سنوات كما قلت و ان الدوله، جاده في هذا الأصلاح علي الاقل لكن المسأله مسأله وقت.


كتابة: عبد المنعم محمد

٤٩١ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comentarios


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page