top of page

هل ينبئ كيرة والجن بمستوى مختلف لصناعة السينما في مصر؟



مصر ليها دور رائد في الفن مغطي منطقة الشرق الأوسط كله، للأسف خلال فترة الألفينات هجمت علينا أفلام السبكي بنظرية (مش جديدة) وهي فكرة انك تزود في الإسفاف عشان تبيع، والحقيقة ده موجود من زمان، فكرة الأفلام التجارية اللي بتنجح على الشباك لكنها مابتقدمش أي محتوى محترم.


طبعا ده بيقدم مكسب على المستوى القريب جدا لجيب المنتج والمشاركين في العمل، لكنه بيدمر صناعة الفن في مصر، لأن المستوى الفني فضل ينحدر من سيء لأسوء، ودخلنا في مرحلة أفلام البلطجية، اللي كل فيلم فيهم أسوء وأكثر اسفافا من اللي قبله، ولازم يكون في الفيلم (بلطجي، سرسجية، تكاتك، سنجة، رقاصة، أغنيتين شعبي) ويحشي في النص أي حاجة وخلاص.


كرد فعل طبيعي الناس هاجمت السبكي، وهو كان رده ان ده المستوى المناسب للشعب المصري وده اللي الناس عايزاه!

ده غير ان بقالنا عشرات السنين بنناشد السادة المسؤلين ان يكون في أعمال فنية عن ملحمة اكتوبر، لأن بقالنا أكتر من ٤٠ سنة بنشوف الرصاصة لا تزال في جيبي، حرام كده يعني، لحد ما الحمد لله دخل فيلم الممر بقوة ونجح تجاريا وفنيا وشعبيا، لدرجة ان الناس اللي اكتشفوا فجأة اننا منتصرناش في الحرب ولا حاجة واسرائيل رجعتلنا سينا تاني بمزاجهم، بعد ما اتفرجوا عالمنا رجعوا يحتفلوا ب ٦ اكتوبر تاني معانا وربنا هداهم.



وجي فيلم زي الفيل الازرق اللي حقق ايرادات خرافية بالنسبة للسوق المصري ساعتها عشان يقلب الموازين، وينفي كل كلام السبكي، واكتشفنا ان الاسفاف مكانش هو مطلب الشعب ولا حاجة بالعكس، وده على سقف الطموح لدرجة ان شركة سينرجي خدوا حبايتين شجاعة وقرروا يدفعوا في فيلم واحد ١٠٨ مليون جنيه، وده رقم مهول بردو بالنسبة للانتاج المصري، وكمان الفلوس دي اتدفعت في فيلم تاريخي عن الاحتلال الانجليزي لمصر!


والفيلم فعلا نجح واكتسح، وواضح جدا الفرق على شباك التذاكر رغم مدة الفيلم الكبيرة اللي قد فيلمين تانيين في الوقت. ودي حاجة مبشرة طبعا وبتدي اشارة خضرا للأعمال التاريخية المحترمة اللي مبنية على حقائق بعيدا عن مسلسل أحمس اللي مكانش في واحد من الاسرة اشتغلوا فيه قرا ٣ صفحات على بعض في كتاب التاريخ.


بالنسبة لفيلم كيرة والجن، بنقدم تحية لصناع العمل اللي استغرق ٤ سنين.


السيناريو حلو جدا مفيهوش مط ولا رغي ملوش لازمة ولا حوارات طويلة فارغة ومراعي اسلوب الفترة الزمنية في اختيار الألفاظ.


الموسيقى لهشام نزيه كالعادة بتتقلك لحتة تانية وكانت عامل من عوامل نجاح الفيلم، لدرجة اني كنت متخيل انها لسه شغالة بعد ما خرجت من الفيلم!


الأكشن موفق بنسبة كبيرة، لكن لسة في أحسن.

طبعا آداء أحمد عز وكريم عبد العزيز خرافي، وهند صبري عملت دور دولت حلو جدا.


النتيجة كانت ٣ ساعات من المتعة ولمحة تاريخية جميلة، وشعور بالفخر والعرفان للناس اللي ضحوا بحياتهم وكافحوا بكل ما يملكوا عشان نكون دولة مستقلة.


المجد للقوميين.

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page