top of page
صورة الكاتبقومي

العمل والعمال فى مصر القديمة



"اجتهد في كل وقت، افعل أكثر مما هو مطلوب منك، لا تضيع الوقت إذا كنت قادرا على العمل، مكروه كل من يسيء اغتنام وقته. لا تهدر فرصة تعزز ثروة بيتك، فالعمل يأتي بالثروة، والثروة لا تدوم إذا هجرت العمل"

أحد التعاليم الأدبية في مصر القديمة

آمن المصرى القديم بقيمة العمل وأنه سبيل النجاح على مستوى الفرد والمجتمع، وتميز المجتمع المصرى بالطبقية فكانت هناك طبقة الملوك والنبلاء ثم طبقة العمال التى كانت تمارس عملها فى ظل نظام إدارى منظم والتى كانت أفضل حالا من طبقة الفلاحين كان الابن غالبا يرث مهنة أبيه، وهذا يفسر لنا ابداع المصرى فى مختلف الفنون لأنها كانت مهارات متراكمة، وهناك نصوص تعود للأسرة ١٨ إلى تفاخر البعض بكفاحهم وبأنه من أسرة بسيطة بلا جاه أو واسطة لكنه وصل لارقى المناصب بحكم مواهبه وقدراته

"ملأت المخازن بجميع الفطائر واللحوم والكعك لتأكلوها، وأنواع العطور لتعطروا رؤوسكم بها كل عشرة أيام، وصنادل تنتعلوها كل يوم، وملابس تلبسونها طوال العام. عينت لكم رجالا يحضرون لكم الطيور والأسماك، وآخرين يحسبون كم هو مستحق لكم، أمرت بتشييد ورشة فخار تصنع لكم الآواني الفخارية ليظل ماؤكم صافيا في الصيف، ومن أجلكم أبحرت السفن دوما من الجنوب إلى الشمال ومن الشمال إلى الجنوب تحمل لكم الشعير والحبوب والقمح والملح والخبز".

نقش على لوحة تذكارية أقامها الملك رمسيس الثاني في معبد أيونو توضح أجر العمال التى كانت عينية ومنتظمة.. ولعل أهم الأمثلة على طائفة العمال هم عمال قرية دير المدينة التى أقامها الملك *أمنحتب الأول* فى طيبة ولا تزال آثارها باقية الآن، كانت الدولة تمد هؤلاء العمال وأسرهم بحصص تموينية، وكان أجرهم يُدفع عينا في هيئة مواد غذائية تُصرف من مخازن الدولة شهريا كالقمح والشعير والأسماك والخضراوات وماء الشرب، بجانب الحوافز وتضم البلح والجعة المشروب الشعبى فى مصر القديمة حينئذ.. ولم يكن ذلك من طرف الملوك فقط بل ومن النبلاء أيضا ، ومثال ذلك مدير ضيعة يعرف باسم "منى"، الأسرة الرابعة، يقول في نص إنه كافأ بسخاء كل من ساهم في بناء وزخرفة مقبرته: "لن يندم أبدا كل من ساهم في بنائها، سواء كان فنانا أو قاطع أحجار، لقد أعطيت كل شخص مكافأته". ويؤكد أحد نبلاء الأسرة الخامسة، نفس المفهوم في نص آخر يشير إلى احترام طبقة العمال فيقول: "جميع من عملوا في هذه المقبرة نالوا أجرهم بالكامل من خبز وجعة وملابس وزيت وقمح بكميات كبيرة، كما أنني لم أُكره أحدا على العمل"

يتبع..



١٣ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page