top of page

النظرية النقدية - Critical Theory

تاريخ التحديث: ١٢ يوليو ٢٠٢٢


نستكمل سلسلة اليسارية وكلامنا المرادي عن النظرية النقدية أو الـ critical theory. احنا هنعرض معناها الأكاديمي و مين اللي بدأوها وامثلة عن تطبيق الحكومات الغربية، خصوصاً أمريكا، للنظرية دي في الحياة.


الشيوعي كارل ماركس


يعني ايه النظرية النقدية/Critical Theory حسب المصطلح الأكاديمي؟

النظرية النقدية هي نظرية تهدف للنظر للمجتمع من خلال علوم الاجتماع والنقد الأدبي والإنسانيات. عالِم الاجتماع "ماكس هوركهايمر" بيقول ان النظرية دي تسعى لتحرير البشر من الظروف والقيود اللي بتستعبدهم وبتخلق فروقات بينهم بحيث ان فئة يكون ليها أفضلية على الثانية.

مين مؤسسين النظرية؟

ماكس هوركهايمر هو أول من نادى بالنظرية النقدية، واعتمد هو والنقديين المعاصرين على منهج الشيوعي كارل ماركس كمصدر إلهام لأفكارهم. يبقى كدة نستنتج ان النظرية النقدية لها أصول شيوعية في مؤلفات كارل ماركس.

ايه أهداف النظرية النقدية؟

النظرية النقدية حسب كلام انصارها هدفهم تغيير المجتمع ككل لأن المجتمع أفسدته الرأسمالية والأيديولوجيات السياسية. كمان هدفهم دراسة المجتمع بُناءً على تجارب المجتمع التاريخية بغض النظر عن وضع المجتمع الحالي.


الكلام الأكاديمي اللي اتقال دة معناه ايه؟

نفترض مثلاً ان قدامك اتنين، واحد ابيض فقير والتاني اسود مليونير. المنطق يقول انك تتعاطف مع الرجل الفقير بغض النظر عن لونه وعرقه. النظرية النقدية تقولك لأ، انت تتعاطف مع الرجل الأسود الغني. ليه؟


لأن الأسود دة كان زمان مُستعبد ومقهور أما الرجل الأبيض الفقير دة أجداده كانوا سبب معاناة الرجل الأسود. إذاً نظرة النظرية النقدية للمجتمع هي ان الرجل الأبيض دايماً محظوظ حتى لو كان فقير مُعدم والنظام المجتمعي بيديله أفضلية في كل حاجة و دة يُعرف بإسم (white male privilege), وكل الأشخاص المُنتمين لفئات مقهورة حسب التعريف اليساري فهم دايماً مظلومين بل واحياناً بيتم التغاضي عن جريمة لو مرتكبها من الأقليات المقهورة في نظر اليساري، بل بعض اليساريين بتوسع منهم ويقولوا ان اتخاذ الاجراءات القانونية ضد المجرم اللي من الأقليات بيعطل عملية تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.


نستشهد بمثال حصل في ألمانيا لما ناشطة وسياسية ألمانية تعرضت للإغتصاب على يد لاجئين سوريين. تقوم تعمل ايه؟ رفضت تبلغ عنهم عشان ميتعرضوش لعنصرية وعشان السياسيين المناهضين للاجئين ميكسبوش شعبية.


انتوا متخيلين حجم العفن الفِكري؟؟ وكأن عقاب الرجل الأبيض هو تحقيق للعدالة ومعاقبة اللاجئين/الأقليات العرقية/المثليين/إلخ تُعتبر عنصرية وشكل من اشكال عنصرية الأنظمة السياسية اللي لازم نحاربها ولو بالقوة.

خطورة النظرية النقدية

النظرية دي غير منطقية على الإطلاق. مش معقول ابداً اني اوجه الدعم المادي والمعنوي لرجل أسود غني عشان خاطر اجداده كانوا مقهورين ومُستعبدين، والراجل الأبيض الفقير المُعدم مينفعش ياخد دعم لأن أجداده استعبدوا الشعوب الافريقية. ده أمر لا يقبله عاقل.

تاني مشكلة هي ترسيخ صورة مُشوهة عن المجتمع في عقول الناس، فبالتالي تشوف فئات معينة دايماً هي الظالمة وفئات تانية دايماً هما المظلومين. في الميزان اليساري، فئة الرجل الأبيض التقليدي هو الظالم والمرأة (خصوصاً الغير بيضاء) والمثليين والأقليات العرقية هما دايماً المظلومين. النظرية دي بتفصل المخ عن الواقع بالكامل وتنتج مجتمع مسخ تسود فيه العنصرية المعكوسة وعقدة الذنب الأبيض (White Guilt). بعض اليساريين المتطرفين بيروحوا لبعيد جداً ويحسوا برضا داخلي عن الراجل الأبيض الفقير، شايفين انه كدة العرق الأبيض بيكفر عن سيئاته و بيدفع ثمن جرائم اجداده. النظرية دي ممكن نربطها بحركة الWoke Movement اللي اتكلمنا عنها في مقال قبل كده.

٢٢ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Komentarai


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page