top of page

الهوية والانتماء للأرض

الهوية والانتماء للأرض فى مصر القديمة

عاش الإنسان المصري القديم متنقلا بين الهضاب و الصحارى حتى عرف الاستقرار على ضفاف النيل الخالد و هنا نشأت بحق الحضارة حيث توفر لها عنصرى الأمن و الاستقرار كما أشار بذلك المؤرخ ويل ديورانت ، و ارتبط المصرى بأرضه مصدر غذائه وأمانه وتعاون مع غيره لصنع أساس دولته ، الدولة المركزية الأولى في التاريخ.


بجانب هذا الرابط المادى بين المصرى و أرضه نشأت رابطة حسية أيضا إذ أطلق المصرى على أرضه أسماء عدة تبين تلك الرابطة مثل


- كيميت ، الأرض السوداء ، حيث لون طمى النيل

- تا مرى ، الأرض المحبوبة ، حيث أحب المصرى أرضه جدا

- تا وى ، سيد الارضين ، أرض الشمال وارض الجنوب إذ كانت مصر مقسمة الى مملكتين قبل توحيد مينا للبلاد سنة 3200 ق.م ، ومن هنا جاء اسم عاصمة مصر فى الدولة الوسطى * اثيت تاوى* اى القابضة على الارضين


حتى الملك حمل - فيما حمل من ألقاب - لقب * نب تاوى* اى سيد الارضين ، إذ كان من ضمن واجبات الملك الحفاظ على تلك الوحدة


والحفاظ على النظام و الأمن ( الماعت ) تماما مثلما كان من واجب الشعب الحفاظ على الوحدة ، فالماعت معنى تجريدى خالص يقوم به كل من الملك و الشعب .. دارت اغلب اسماء مصر حول مفهوم الأرض ، و الأرض عرض كما هو متوارث ، وصل حب المصرى لبلده أنه كان يتمنى أن يموت ويدفن بها - توارثنا ذلك المفهوم - ويظهر ذلك على سبيل المثال فى قصة سنوحى القائد المصرى الذى أُجبر على ترك مصر شابا إلا أنه لما صار عجوزا رجع لبلده ..


بل أكثر من ذلك حسب المفهوم المصرى القديم تخيل العالم الآخر و حقول اليارو ( الجنة ) هى صورة من مصر و من أرض مصر ، قيمة حب الأرض و الإنتماء لها ليس كلاما عاطفيا يدغدغ المشاعر بل هو قيمة عليا يجب أن يفهمها كل مصرى ايا كان موقعه او منصبه أو فكره ، لأنها قيمة فى الوجدان الشعبي العام إلا أنه للأسف تعرض لعدة مؤثرات خارجية و داخلية أثرت سلبا عليه يجب معالجتها.

١٤ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page