top of page

مفهوم الإسفت

مفهوم الإسفت فى مصر القديمة


اذا كانت مصر القديمة عرفت معنى الماعت وهو معنى تجريدى خالص يعنى العدل والنظام و العدالة والخير فإنها قد عرفت معنى

* الإسفت " بمعني "التمرد ضد مصر وملكها"٬ وكل ما هو شر حيث تصف النصوص المصرية القديمة وضع مصر في عصر الانتقال الاول بأنه "إسفت" ، وهى الفترة التى تلت الأسرة السادسة التى شهدت اول ثورة اجتماعية مسجلة فى التاريخ ضد سلطة الملك بيبى الثانى و ضد فساد الحكم و الإدارة ،تلك الأوضاع التى تسجلها

بردية الموظف ايبور على سبيل المثال.


فضلا عن هذا، تقع مسؤولية التخلص من الإسفت على عاتق الملك، الذي يجب أن يدافع ضد الأعداء ويرسي دعائم الماعت (النظام) ولا يأتي التمرد فقط من داخل مصر بل من خارجها أيضا ولذلك اعتقد المصريون القدماء أن الأجانب يمكنهم مهاجمة مصر ومن ثم جلب الإسفت معهم من خلال عاداتهم غير المنظمة ولغاتهم غير المفهومة. ومن ثم فإن النصوص التاريخية تحدد دور الملك في الدفاع عن مصر وتصفه بأنه نفس دور الخالق الأول للكون ..


ولهذا قام المصريون بمقاومة اى اعتداء خارجى على مصر مثل :

- صد ملوك الدولة الوسطى مثل سنوسرت الاول ، امنمحات الاول ،

سنوسرت الثالث لهجمات النوبيين من ناحية الجنوب

- صد ملوك أسرة طيبة سواء الملك سقنن رع ، كامس ،احمس الاول

لاحتلال الهكسوس لمصر

- صد ملوك الدولة الحديثة مثل تحتمس الثالث و رمسيس الثاني خطر الحيثيين صد رمسيس الثالث هجمات شعوب البحر المتوسط

و قبائل الليبيين من ناحية الشمال و الغرب

- مقاومة اجتماعية شعبية مصرية عن طريق الرسوم الكاريكاتيرية

لتغلغل نفوذ الأجانب فى السياسة و المجتمع بعد اتباع بعض الملوك سياسة احتوائهم و توطينهم داخل مصر


صحيح رحبت مصر القديمة فى بعض الأحيان بالاجانب سواء كان ذلك من أجل التعلم أو العمل أو عن طريق أسرى الحروب أو عبر طرق أخرى وهناك نماذج على ذلك ، بل ادخل بعض ملوكها آلهتهم داخل المنظومة الدينية المصرية لكن بشكل لا يضر بالناس أو بالبلد ككل أو يخل بالتركيبة السكانية أو الثقافية بها ، كذلك فإن أبناء الأمراء الأجانب كان يؤتي بهم إلي مصر ويلُحقون بالمدارس القائمة في غرب النيل في مصر الوسطي وفي الفيوم لتحويل هؤلاء الشبان إلي إداريين محليين في الجهاز الإداري المصري قبل أن تتخذ هذه الأجهزء طابعاً عسكرياً ، وكل هذا درس لنا الآن.

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page