top of page

الأب الروحي للقومية .. أحمد لطفي السيد

الفيلسوف الكبير أحمد لطفي السيد الأب الروحي للقومية المصرية




نبذة عن لطفي السيد

أحمد لطفي السيد هو مُفكر من أبناء محافظة الدقهلية من مواليد 1872 وهو من رواد حركة النهضة والتنوير في مصر. أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية هي ألقاب استحقها أحمد لطفي السيد وده عشان دوره الكبير في المجتمع المصري والسياسة المصرية على مدار مسيرة طويلة امتدت 58 سنة.


كانت بدايتها رئيس تحرير جُرنال "الجريدة" و بعدها عمل وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء في وزارة إسماعيل صدقي ونائبا في مجلس الشيوخ المصري، ورئيسا لمجمع اللغة العربية، وحسب كتاب "أعلام مجمع اللغة العربية" لمحمد الحسيني حدث أنه في أثناء عمل لطفي السيد كرئيس للمجمع عرض عليه الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو 1952 أن يصبح رئيسا لمصر، لكنه رفض، كما عمل رئيسا لدار الكتب المصرية، ومديرا للجامعة القاهرة و استقال عن منصبه في مايو 1941، وفترة رئاسته للجامعة شهدت حصول المرأة المصرية على شهادات جامعية لأول مرة في تاريخ مصر. كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية.



مواقفه الوطنية

أول المواقف الوطنية في حياة أحمد لطفي السيد هي تأسيس حزب الأُمة الليبرالي القومي لمواجهة الاستعمار البريطاني بعد حادثة دنشواي وقدر يستغل منصبه في جُرنال "الجريدة" لنشر مقالاته اللي خلقت غضب شعبي كبير ضد الإنجليز وحركت الروح القومية والهوية المصرية عند المصريين. حركة الضباط الأحرار عرضت عليه رئاسة مصر بعد ثورة 52 لكنه رفض.


أحمد لطفي السيد من أهم الشخصيات في تاريخ القومية المصرية إن مكانش أهم واحد، لأن هو اللي بنى أُسس القومية المصرية القائمة على حرية الفرد ووحدة المصريين في دولة مستقلة تمتلك إرادتها الحُرة ولا تنتمي لأمة أكبر لأن مصر هي أُمة بذاتها، وعلى ايده اتخرج جيل من المصريين انتماؤهم لمصر ومؤمنين بالقومية المصرية. أستاذ الجيل كان من أشد أعداء القومية العربية وقال ان مصر مش جزء من خِلافة تركية أو أُمة عربية، مصر هي أمة قائمة بذاتها. أُستاذنا رفض ان الدين يكون أساس لقيام دولة وأصر على وِحدة المصريين في وطن واحد بغض النظر عن الدين.



مؤلفاته

للطفي السيد عديد المؤلفات الفكرية منها:


  • صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية

  • تأملات

  • المنتخبات

  • تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع


كما ترجم عدة مؤلفات لأرسطو منها:


  • علم الأخلاق إلى نيقوماخوس

  • علم الطبيعة

  • السياسة


إضافة إلى مذكراته بعنوان "قصة حياتي"



مبادئ أحمد لطفي السيد

أهم مبادئ أحمد لطفي السيد منذ أكثر من قرن:


  1. تبني الليبرالية، حيث يتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية، والحدّ من رقابة الدولة وتسلطها على المجتمع.

  2. ضرورة أن يكون الحكم قائما على أساس التعاقد الحر بين الناس والحكام.

  3. التسامح عند الاختلاف، وهو صاحب المقولة الشهيرة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

  4. الدعوة إلى القومية المصرية كأساس لانتماء المصريين، ورفض أي ربط لمصر بالعالم العربي أو الدولة العثمانية أو العالم الإسلامي إلا على أساس المصالح المشتركة.

  5. استقلال وقدسية الجامعة.

  6. رفض إنشاء المدارس الدينية سواء إسلامية أو إرساليات مسيحية.

  7. رفض إنشاء المدارس الأجنبية.

  8. من أسس النهضة الرقي العام والتعليم الجاد، وليس الصراخ وصك وترديد الشعارات الجوفاء.

  9. تعليم المرأة


كان أحمد لطفي السيد وراء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية في مصر العام 1908 "الجامعة المصرية"، والتي تحولت في 1928 إلى جامعة حكومية تحت اسم جامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة فيما بعد.



مقولاته

إن مصريتنا تقتضي أن يكون وطننا هو قبلتنا و أن نكرم أنفسنا ونكرم وطننا فلا ننتسب لوطن غيره.

لو أن الأغريق حين ملكهم الأتراك خرجوا من قوميتهم ونبذوا حفائظهم الجنسية واحتقروا الانتساب لبلادهم ونسوا أنهم يونان، لبادت شخصيتهم ولماتت في نفوسهم أطماع الإستقلال ببلادهم، ولاستحال عليهم أن يستردوا شرفها، ولكنهم على الرغم من ضعفهم قد احتفظوا بقوميتهم وتضامنهم ولم يخزوا أوطانهم بالإنتساب الى غيرها، ففازوا بما كانوا يطلبون.

كذلك نحن المصريين نحب بلادنا ولا نقبل مطلقًا أن ننتسب الى وطن غير مصر، مهما وأيًا كانت أصول البعض.

أقمنا في مصر وطنًا لنا وعقدنا معها عقد صدق ترزقنا من خيرها ونقوم على مصالحها، ونفدي شرفها بأرواحنا، فما النزر اليسير الذي لايزال يحب الإنتساب الى قوم غير المصريين، والى وطن غير مصر، الا ناكث عهده ومتاجر بشرفه.

اذ من القواعد الأساسية للعيشة الإنسانية، أن الغرم بالغنم، فالذي يعيش في مصر يجب أن يدفع ثمن هذه العيشة الراضية، محبة لها وحنانًا عليها، وأقل أقدار المحبة عدم عقوقها والانتساب الى غيرها.

أرأيت أنه يحل للمرء أن يقطع نسبه لعائلته اذا وقعت في الضعف أو الفقر، ثم هو بعد ذلك يعتبر نفسه رجلا شريفا؟ وما قوم الرجل الا عائلته الكبرى؟

أليس إقرار المصري بانتسابه للعربية أو التركية، لا يدل على أنه يحتقر وطنه وقومه؟ وما الذي يحتقر قومه الا محتقر لنفسه.

إنتساب المصريين لأمتهم المصرية هو أكبر أداة لمواجهة أطماع المحتل، فإن مصر دولة بذاتها ليست ولاية لأحد أة تابع لأحد، ومن آراد الإنتساب لنا اهلا به لكن مصر والمصريين وجدوا هنا قبل كل تلك القوميات والأنساب التي تدعي عزتها عن قومية المصريين.

مصر ليست جزءًا من الخلافة، مصر أمة في حد ذاتها، مصر مصرية.


وفاته

توفي أحمد لطفي السيد في 5 مارس العام 1963 بالقاهرة. ولديه ابنة واحدة هي عفاف لطفي السيد وهي أستاذة العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية. كان سكرتير عام لحزب الأمة ويباشر صحيفة (الجريدة) التابعة للحزب.

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comentários


تابع كل مقالتنا في Google News
دلوقتي علشان توصلك كل جديد

أقرا أيضا

bottom of page